محمد محمد خير يكتب: الإخفاق السوداني في المهجر..

عدت لكندا لأجد أن نائب الدائرة التي أسكن في إحدى مناطقها صومالي الجنسية بانتماء الدم والعرق والأصالة واللهجة.
المنطقة يسكنها أكثر من عشرين ألف صومالي.
اجتمعوا برغبة تعضيد الوطن البديل وقرروا تقديم مرشح باسم الحزب الليبرالي ليشغل مقعداً برلمانياً باسم الحزب وباسم تعميق التنوع وصعود الأقليات فكان لهم ما أرادوا فقد فاز مرشحهم الذي صوت له إلى جانبهم كل أعضاء الحزب الليبرالي من الخواجات والجنسيات الأخرى ففاز فوزاً كاسحاً إذ أن فرق الأصوات بينه وبين منافسه من حزب المحافظين كان أكثر من ثلاثة آلاف صوت .

غادر النائب الصومالي الأصل الكندي الجنسية مدينة تورنتو ليقيم في أوتاوا العاصمة السياسية حيث قبة البرلمان الاتحادي ولم تمض سوى أشهر حتى تم تعيينه وزيراً للهجرة !!
وزارة الهجرة في كندا واحدة من أهم الوزارات على الإطلاق لأن كندا تعتمد كلياً على المهاجرين في تحريك عجلات اقتصادها وتعمل على تذويب ذريتهم بمهارة ليندمجوا في الحياة الكندية بكل شأوها وهبوطها ولم يحدث في تاريخ كندا البعيد والقريب أن تولى هذه الوزارة أي وزير خارج أرومتي الفرانكفونين والانجلو ساكسون .
أحمد حسين الوزير الصومالي الكندي أضاف في وقت وجيز بعداً جديداً لمعنى الهجرة وأعاد للمسلمين حقهم في هذا الاستحقاق الكندي بعد أن ظل ضامراً طوال العشر سنوات الماضية فبدأ باللاجئين السوريين الذين استقبلت كندا منهم ما يزيد على العشرين ألفاً خلال الأشهر الماضية.

وبدأ النظر في هجرة الكفاءات والتخصصات النادرة والعمال المهرة من جميع مناطق الشرق الأوسط بعد أن ظلت هذه الفرص محتكرة لليهود وشرق اوروبا لعقد ونصف ولم يقف احمد في حدود الهجرة المستدامة بل أودع للبرلمان مشروعات قوانين لإجازتها تتعلق بالطلاب الوافدين لكندا من المسلمين.

قضيت معظم أيام العيد مع أركان حرب الوزير أحمد حسين أطالع خطى الطموح الصومالي المتوقد في كندا وكيف استطاع أحمد رص كل الإثنيات الصومالية خلفه، ففاز بمقعد برلماني ثم أصبح وزيراً ثم تدفق خيره لحباري سوريا بعد أن أعاد للمسلمين حقهم في الهجرة لكندا وقدم نموذج المسلم المنفتح.
وخلال أيام العيد كنت أتأمل بؤس الحال السوداني في المهجر ففي حين تصعد شعوب بأملها ننحسر نحن بخلافاتنا.

Exit mobile version