في لقاء الآلية الثلاثية لصالح برنامج (في دارهم) الذي يقدمه الزميل شوقي عبد العظيم على ( s24) كنت قد طرحت سؤالاً على الآلية الثلاثية التي كانت تستعد لبداية ورشة الاصلاح الأمني، قلت فيه إن كل الورش التي فرغت منها الآلية الثلاثية كانت لمعالجة المعوقات التي تعترض العملية السياسية، لكن هل تكون قضية الإصلاح الأمني عقبة في حد ذاتها، يمكن أن تعيق العملية السياسية وتهدد الإتفاق، وقتها كنتُ أدرك أن قضية الإصلاح الامني والدمج، لن تمر بسلام لأنها ليست قضية سهلة كسابقاتها، تنتهي بنهاية ورشة وضحاها، فحسم هذه القضية الآن هو أكثر المهددات التي تعترض سير العملية السياسية،
فالقوى الموقعة حسمت أمرها وأنهت كل ما عليها، و( قطعت لسان) القائد القائل أن خلافات القوى المدنية هي ما يعيق عملية التحول الديموقراطي.
فالقوى السياسية الآن تنتظر المؤسسة العسكرية أن تصل الى حل القضايا العالقة، فآخر تصريح للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أكد أنه لن يكون هنالك توقيع ما لم يتم تحديد جداول زمنية واضحة لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت عينه يقول قائد الدعم السريع إنه ملتزم بدمج قواته في الجيش وفقا لما نص عليه الاتفاق الإطاري؛ لكنه شدد على أن عملية الدمج تحتاج إلى إجراءات وخطوات محددة ووفقا لجدول زمني يتم الاتفاق عليه.
هذه التصريحات في رأيي غير كافية لحل المشكلة، لجهة أن الطرفان يضعان الأمر في منطقة عسكرية مجهولة مُغلقة، لا يعلم الشعب عن مصيرها، فالقضايا الخلافية حلها يحتاج الجلوس والتشاور، وعقد الاجتماعات لتتم مناقشتها، ومنذ أن خرج الجيش مغاضبا من ورشة الإصلاح الأمني، لم نسمع باجتماع عقد من أجل التوصل الى نتيجة، فإن يختار كل طرف عسكري مكاناً قصياً يبقى فيه دون أن يتقدم خطوة نحو الحل، هذا يعني أن واحد منهما أو كلاهما لا يريدان الوصول الى نقطة اتفاق، فمن قبل قال البرهان أن البلاد لا تتحمل الانتظار وعلى المدنيين أن يتفقوا، والآن نقول له أن البلاد والاوضاع لا تحتمل وعليكم أن تتفقوا.
هذه الضبابية تؤكد أن المؤسسة العسكرية طرحت الدمج القبِلي كحجر عثرة في سكة الإتفاق، لتمنح الفلول فرصتهم للعودة، فأي كان إتجاه البرهان ونيته، استمرار أو (خُلع) فيجب توضيح ذلك صراحة من قبل العسكريين، فالذي يحدث الآن ليس دليل دمج إنما نُذر فراق !! الواهمون يعتقدون أنه فقط نسف للإطاري، لكنه سيكون نهاية كارثية سيعض أصابع الندم فيها خسارة، حتى الذين يتوهمون أنها معركة ظفرٍ وربح.
طيف أخير:
أمنّ أردول على حديث مناوي عن المحاصصة، ونفت قحت ما ذهبت إليه الكتلة، فالمطلوب من الآلية الثلاثية التوضيح، لكن قبل ذلك أليس هذا هو ما تحدث عنه فولكر أمام مجلس الأمن واتهمته الحركات بالكذب، (مِحن)!!