بخاري بشير يكتب: الخيارات البديلة للحرية والتغيير!

التأم اجتماع الثلاثاء بين قيادات الحرية والتغيير بدار حزب الأمة؛ ودعا للاجتماع الزعيم فضل الله برمة ناصر.. وجاء الاجتماع خصيصاً ليبحث (الخيارات البديلة) في حال انهيار العملية السياسية الراهنة التي تقوم على الاتفاق الاطاري.. المجتمعون قالوا ان العملية السياسية الحالية ستظل هي (خيارهم المفضل)؛ ولكن اذا تعثرت بالعراقيل التي يضعها (الفلول) امامها فانهم سيطورون (خيارات بديلة).. ترى ما هي هذه الخيارات البديلة التي يتحدث عنها قادة الحرية والتغيير؟
في ظني أن قادة الحرية والتغيير هم فقط يشغلون الساحة السياسية بشيء من التصريحات؛ ولكن في حقيقة الأمر ليس هناك أية (خيارات بديلة) موجودة في طرح مركزي الحرية والتغيير في حال فشل العملية السياسية الراهنة.. أيضاً القول المتكرر والدائم والمستمر بان العملية السياسية الحالية من يضع العراقيل امامها ولا يريدها ان تمضي الى الامام هم فلول النظام البائد.. أو الكيزان؛ أو الثورة المضادة كما يحلو لهم القول.. ولكن هل هذه الكلام صحيح؟

هل الكيزان فعلاً؛ هم من يعرقلون الوصول لاي اتفاق في (العملية السياسية)؟.. لأن كل التصريحات من مسؤولي الحرية والتغيير اعتادت على مشجب (الكيزان- والدولة العميقة).. فاذا كان هؤلاء الكيزان بهذا الأثر وهذه القوة.. لماذا لا تشركوهم في العملية السياسية.؟. هم اعلنوا مراراً وتكراراً ان حل حزبهم لا يعنيهم كثيراً لانهم موجودون داخل المجتمع؛ ولن يستطيع أحد ان يمسحهم باستيكة.. فهم لهم جذور متجذرة داخل المجتمع.. فلماذا لا تتم مشاورتهم في العملية السياسية؟ من غير اشراكهم طبعاً في اي عمل تنفيذي.. وهذا هو رأيهم هم انفسهم عندما قال الحاج آدم احد كبار قادتهم؛ في افطار جبل اولياء قبل أيام؛ قال آدم انهم لا يريدون اي مشاركة في الجهاز التنفيذي في أي من مستوياته؛ ولكن لا بد من اشراكهم في العملية السياسية.

الذي يجري اليوم في الساحة السياسية من استقطاب حاد.. جعل جل الصراع يتركز في من هو الذي يحق له ان يتحدث باسم الشعب وباسم الثورة.؟ والمراقب لما يجري يجد أن لا أحد يستطيع أن ينصب نفسه متحدثاً باسم الشعب وباسم الثورة.. كل الموجودين في الساحة اليوم (سطوا) على الثورة و(سرقوا) شعاراتها من وراء ظهر الشباب.. فهم سارقون للثورة ويريدون ان يسرقوا لسان الشعب كذلك.. ومعلوم أن الشعب لا يفوض أحداً الا عبر عملية سياسية ديمقراطية اسمها (الانتخابات) .. وكل الموجودين في الساحة السياسية اليوم لا يريدون الانتخابات بل ويرفضونها؛ بالقول انها ستأتي بالكيزان من جديد؟.. اذاً اين المشكلة؟ اذا جاء الكيزان بالانتخاب؟.. اليسوا سودانيين ويحق لهم ان يحكموا اذا فوضهم الشعب؟
قال اجتماع قوى الحرية والتغيير الذي دعا له رئيس حزب الامة الشيخ فضل الله برمة ناصر ان العملية السياسية التي تجري فصولها هذه الأيام اذا فشلت فان لديهم (خيارات بديلة)؛ ترى ما هي هذه الخيارات البديلة التي يرددونها؟ هل سيقومون بتحريك الشارع الثوري من جديد ويترسون الخرطوم؟؟.. لا اظن ان لديهم اليوم من (الثوار) ما يمكنهم فعل ذلك؛ فالشارع السياسي اليوم محصور بين القوى الجذرية الرافضة لكل العملية السياسية؛ وبين الآخرين المطالبين بتوسيع قاعدة المشاركة.. اذاً ما هي هذه البدائل التي يتحدثون عنها؟

Exit mobile version