يبدو ان ولاية جنوب دارفور خرجت عن السيطرة الأمنية حيث أصبحت من اكثر الولايات التي تشهد معدلات جرائم نهب مسلح وإطلاق نار ، هذه الولاية عادت الى ماكانت عليه في التسعينيات من انفلات امني وانتشار كثيف للسلاح وارتكاب جرائم دون مبرر وهذا ان دل انما يدل على ضعف سيطرة الأجهزة الأمنية المنوط بها حفظ الأمن وخاصة شرطة الولاية لانه حتى الآن لا جهود ملموسة للقبض على الجناة وتحقيق العدالة .
آخر حادث شهدته الولاية قبل يوم هو حادث اغتيال ضابط برتبة العقيد وإطلاق النار عليه في حي عباد الرحمن وقبلها حادث اغتيال المدير التنفيذي في كبم وغيرها من حوادث النهب المسلح والقتل وترويع الآمنين .
هنالك مقطع فيديو لعصابات نهب تقوم بنهب المواطنين وإرهابهم في قلب المدينة ومن ثم الهروب وكل ذلك والشرطة هنالك تنظر مكتوفة الأيدي لا تحرك ساكنا وكأنها بذلك التصرف تبارك ذلك الفعل وأيضا قيادة الجيش هنالك تغط في سبات عميق وعلى رأسهم الوالي الذي لا يهمه ما يحدث للمواطن مع العلم ان كل هذه الانفلاتات ظهرت نهاية العام الماضي فقط وزادت وتيرتها في يناير وفبراير ومارس وهذا ما يعني ان ضعف القيادة النظامية كان له دور كبير في السيولة الأمنية وانتشار العصابات .
نطالب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومدير عام الشرطة وزير الداخلية الفريق اول عنان حامد وقائد الفرقة ١٦ مشاة للوقوف على التقارير الأمنية لهذه الولاية والأسباب التي قادت للانفلات الأمني والغياب التام لدور أجهزة الدولة وعدم توقيف الجناة وعدم وجود دور ملموس للشرطة هناك او اي محاولات لبسط هيبة الدولة .
يبدو لي ان الانفلات الامني في بعض الولايات يعزى الى ضعف دور الأجهزة النظامية فيها وعدم التعامل بحسم مع الظواهر الإجرامية والدليل على ذلك ان ولاية الخرطوم رغم كبر حجمها والانفجار السكاني الذي تعاني منه إلا انها ظلت تمسك بيد من حديد على خاصرة الأمن وتفرض هيبتها وسيطرتها وتلقي القبض على الجناة وتقدمهم للعدالة ورغم انتشار احد عشر جيشا فيها إلا ان السيطرة الأمنية جيدة جدا بفضل الجهود المبذولة من تطبيق للخطط الامنية وانتشار شرطي وارتكازات وغيرها لذلك نرى تماما ان ما يحدث بجنوب دارفور لا يمكن تفسيره بمعزل عن الأجهزة الأمنية في الولاية كما ان ترك الحبل على الغارب كان له دور كبير في تفشي هذه الظواهر الإجرامية .
فماذا يحدث بجنوب دارفور سيدي وزير الداخلية لقد كانت هذه الولاية تحديدا هي الأكثر هدوءا واستقرارا ولكن فجأة أصبحت الأسوأ أمنيا وأصبحت مستباحة من قبل العصابات والمسلحين ولو لم يلمس هؤلاء ضعف الشرطة هناك لما استباحوا حرمة الولاية بتلك الطريقة البشعة التي جعلت المواطن يرى أن لا أمن وان الأجهزة النظامية هنالك متواطئة مع تلك العصابات والسبب انها لا تقوم بإيقافهم ولا اتخاذ ما يلزم اتخاذه من إجراءات قانونية مشددة حيالهم تحفظ للبسطاء حقوقهم والآن الاغتيالات طالت قادة نظاميين وتنفيذيين بتلك الولاية مما يعني ان الحكاية متمددة وأخوك كان حلقو ليه بل راسك وحتما هذه العصابات عاجلا لو آجلا ستقوم باغتيال قادة شرطة وستفعل ما تفعل طالما أنها لم تجد من يقف في وجهها .