د. مرتضى الغالي يكتب: هذا الرجل في هذا الموقع من المخاطر الأمنية الجسيمة..!!

مسألة في غاية الخطورة أن يستمر هذا الرجل في منصبه ليوم واحد..!! نحن نعني مدير شرطة الانقلاب الذي اصبح في ذات الوقت وزيراً للداخلية..!
وجود هذا الرجل في هذا الموقع عدوان صريح على حياة السودانيين وعلى مطالبهم وعلى ثورتهم وعلى أمن الوطن والشعب.. فهو يعلن معارضته لكل المعطيات المدنية السياسية ويجعل من نفسه مشيراً بنظام الحكم الأصلح للسودانيين.. ثم يتوغّل في الشأن السياسي ويعلن عن موقفه المؤيد للشمولية العسكرية؛ حيث أن الحكم المدني الديمقراطي (لا يخارج معه) لأن الديمقراطية في رأيه تظلم الشرطة.. وبالمقابل الانقلابات هي الأفضل لأنها لا تظلم الشرطة ولا تسألها عما تفعل… (دقي يا مزيكة)..!

مدير شرطة الانقلاب ووزير داخليته يقول إن الحكم المدني (مضرٌ بالشعب) وأن وزارة الداخلية وقوات الشرطة التي يتحدث باسمها لا تحبّذ الحكم الديمقراطي المدني ولا تريده وانما تريد فقط المال..!
مدير شرطة الانقلاب ووزير الداخلية يعارض اصلاح الشرطة كما دعت بذلك كافة المواثيق الدستورية وغير الدستورية وجميع الكيانات السياسية والنظامية.. ويرى أن حماية البلاد والعباد وسلامة الوطن وحماية حقوق المواطنين وأرواحهم وأمنهم ما هي إلا (مسألة قروش) يتم توفيرها للشرطة..! ونحن نسأل: هل كانت القوات الشرطية الانقلابية التي قتلت اكثر من 130 شاباً وطفلاً وأصابت عشرات الآلاف في العاصمة وحدها تشكو من قصور في التمويل..!

في ظل هه الأوضاع الخطيرة يخرج هذا الرجل بمثل هذا الكلام الفطير الخطير ..هذا كلام غير مسؤول ينطلق من (فجاجة مرعبة) ويكشف عن إقرار بانتماء هذا الرجل الى صفوف ومواقف الذين يعارضون الحكم المدني ويناصرون الانقلابات والأوضاع الاستثنائية ولا يريدون للوطن استقراراً.. فما علاقة قوات الشرطة بخيارات الاحزاب والقوى السياسية..؟!
هذا الرجل يجهل (ألف باء ثاء) مهام قوات الشرطة ودورها وحقوق المواطنة.. ولهذا لا يجب أن يبقى في هذا الموقع ليوم واحد..وجود هذا الرجل في هذا الموقع خطر يهدد البلاد.. ولكن ماذا ننتظر من مدير شرطة جاء به انقلاب أبتر وجعله (في قفزة أولمبية واحدة بالزانة) مديراً للشرطة ووزيراً للداخلية..!

هذا الرجل من أكثر مخاليق الله تعبيراً عن مرامي الفلول وهلعهم وجزعهم من الحكم المدني الذي ينصب الموازين ويقيم ميازيب العدالة بدلاً من (ألعاب الملوص)..! ولن تجد شخصاً يُحسن التعبير عن موقف الفلول مثل هذالرجل.. بل إن أكثر الفلول خِفة وطيشاً و(طلاشة) قد لا تسعفه طلاشته ليقول ما أطلقه (هذا المدير الوزير) وهويحدد موقفه بين الحكم والمدني والانقلاب.. هذا الموقف الذي بدر من هذا الرجل يجعله غير مأمون على حياة السودانيين… (جفّت الأقلام وطويت الصحف)؟!!
هل يمكن السماح بمرور مثل هذا الكلام الذي يعادي المطالب الوطنية وخيارات الشعب وكأنه لم يكن..؟! هذا حديث شخص لا يضمر أدنى قدر من المسؤولية المهنية أو الوطنية التي يمليها عليه المنصب الذي يجلس عليه..!!

نحن لا نريد ان ننسب حديث هذا الرجل فقط للجهل الذي يجعل صاحبه اضحوكة.. بل نشير الى الخطورة التي ينطوي عليها وما يرمي إليه.. فهو للعجب يطالب بأن يكون وزير الداخلية القادم وزيراً (بلا صلاحيات)..!! هل رأيت مثل هذه العبقرية..!! لماذا يارجل.. ؟! الجواب حتى يظل مدير شرطة الانقلاب هو المتنفّذ في الشرطة وفي شؤون وزارة الداخلية..! لقد وجد الرجل هذا الحل العبقري الذي يجعل (الغنماية تنكفي على نفسها من الضحك) حسب الحكاية الشعبية..!

يا صاحب الرئاستين: هل لك أن تشرح لنا (ماهي لازمة تعيين وزير بدون صلاحيات من أصلوا)..؟! اذا كان هذا هوالحل فإن المشكلة ارحم من هذا الحل بألف مرّة..!!
بعض الأمثال تقول ان الأشخاص السيئين هم أحسن مَنْ يقدم لك (فكرة جيدة)..! الله لا كسّبكم..!

Exit mobile version