لم تتوقف الأحداث بولاية غرب كردفان طوال الفترة التي أعقبت ذهاب الإنقاذ فقد ظلت الولاية تشهد حالات صراع واقتتال أبرزها الأحداث التي شهدتها محلية أبوزبد بين الحمر والمسيرية وخلفت هذه المواجهة ما يقارب (17) ما بين جريح وقتيل، ثم أعقبتها أحداث المحفورة بمحلية الأضية ثم أحداث منطقة أم خشمين والتي خلفت قرابة الـ(30) قتيلاً، وأعقبتها أحداث محلية لقاوة بين المسيرية والنوبة وخلفت مئات القتلى وآلاف النازحين.
انفرط عقد الأمن في محلية النهود وأبوزبد ولقاوة ومناطق إنتاج النفط لدرجة أنه تم إعلان حالة الطوارئ بتوجيه من المركز هذا إلى جانب التفلتات الأمنية وانتشار الجريمة المنظمة في عدد من مدن وقرى الولاية بينما وصلت السيولة الأمنية إلى عاصمة الولاية من بينها احتلال وزارة المالية من قبل مجموعة بعد طرد المسؤول الأول عن الوزارة كما اغتيل ضابط إداري بحاضرة الولاية هذه نماذج لحالة السيولة الأمنية التي ظلت تعاني منها الولاية ..
كل ذلك إبان فترة حكومة الوالي السابق خالد جيلية والذي لم يكن بقدر حجم التحدي الذي ظلت تعاني منه الولاية خاصةً في إدارة التنوع السياسي ومراعاة خصوصية الولاية في توزيع الإيرادات بعدالة، حيث تعطلت التنمية وذهب مالها إلى الصرف الأمني والمصالحات الأهلية، وبحسب المصادر يقدر الصرف الأمني خلال فترة جيلية بـ(4) ترليونات جنيه حيث زادت وتيرة الحروب والصراعات الأهلية وانتشار خطاب الكراهية والاستقطاب الجهوي بطريقة كادت أن تعصف بنسيج الولاية المجتمعي لولا فضل الله.
في مجال المياه عجزت حكومته في توفير الأمن المائي وخرجت أكثر من (27) محطة مياه عن العمل بصورة رسمية وبلغ عدد طلبات حفر آبار المياه بإدارة الشراء والتعاقد بوزارة المالية إبان فترة حكم الوالي خالد جيلية أكثر من (190) طلباً لحفر بئر للمياه، يرجع ذلك لضعف شخصية الوالي السابق جيلية وعدم مقدرته على حماية قراراته وموظفي حكومته بل ظل صامتاً عن الحديث لأي من الاجهزة الإعلامية، ولذلك أخذت الأمور تمضي إلى الأسوأ بغرب كردفان ولم يكن أمام المركز غير إجراء تعديل وإن جاء متأخراً لكن أفضل من استمرار جيلية في قيادة الولاية ما جعل المواطنين يتنفسون الصعداء وكأن حملاً ثقيلاً قد اُزيح عن كاهل الولاية ليتجدد الأمل مع تعيين معتصم عبد السلام القادم من خارج الولاية ما يجعله يقف على مسافة واحدة من كافة المكونات وعليه أولاً أن يفرض هيبة الدولة ومحاربة المجرمين والمنفلتين، وتقليص مساحات المنتفعين من الحروب الأهلية، وغيرهم من المنتفعين وأن يستل سيفه لمحاربة الفساد أو كما قال في تصريح إنه لن يحمي المفسدين هذا إلى جانب الاهتمام بمعاش الناس وتحسين وضع الخدمات الأساسية، وتوزيع الثروة والسلطة بصورة عادلة عطفاً عن التعامل بحكمة مع الملفات الشائكة وكذلك مطالب مجتمع حقول البترول في تنفيذ مصفوفة المسؤولية المجتمعية المتفق عليها بين الولاية ووزارة الطاقة والنفط والشركات العاملة في إنتاج النفط بغرب كردفان وعكس إيرادات المسؤولية المجتمعية على مناطق البترول.
عموماً غرب كردفان تأذت كثيراً من الصراعات والتفلتات فهل يحمل القادم من الجزيرة بشريات الأمن والاستقرار والتنمية ؟ .