جعفر عباس يكتب : المرأة ذكية ومفترية

عندما صار حورج دبليو بوش رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير من عام 2001، كان سعر أونصة (اوقية) الذهب 266 دولارا، ومع نهاية ولايته الأولى كان السعر قد ارتفع الى 450 دولارا، في الستينات والسبعينات كان السعر الرسمي لأونصة الذهب 35 دولارا، ثم طار الى نحو 850 دولارا في عام 1980، والكارثة هي ان الدولار هو اللغة الرسمية لمعظم المعاملات التجارية في العالم وانهيار اسعاره يؤدي الى ارتفاع معدلات التضخم واسعار النفط والفوائد البنكية والاضطرابات العمالية وارتفاع معدلات البطالة. والدولار في التحليل الأخير مجرد ورقة، يتوقف حجم المطبوع والصادر منها على تقدير البنك الاحتياطي المركزي الامريكي، وكون الدولار “نقود” مجرد “عُرف” في حين ان الذهب نقود حقيقية في “ذاته”، وخلال المائة عام الماضية فقد الدولار 95% من قوته الشرائية وبالمقابل كان سعر أونصة الذهب في عام 1904 نحو أربعة جنيهات استرلينية وبنهاية عام 2004 كان سعره قد وصل الى 235 استرلينيا.. وبقيت قوته الشرائية ثابتة – تقريبا – رغم التقلبات في قيمته، فالذهب يحافظ على قيمته لمدى طويل في حين أن قيمة العملة الورقية تصل حتما الى نقطة الصفر. والذهب نقد سائل يكون مقبولا حتى عندما تكون بعض العملات الورقية مرفوضة.

يعني نساؤنا لسن عبيطات لأنهن مغرمات بتكويش الذهب، وكل ما في الأمر هو أن ذوق بعضهن تالف، خاصة في ما يتعلق بالقلادات التي تتدلى من الرقبة، فتبدو الواحدة مثل درويش يعلق في رقبته أشياء غير متجانسة.. وهناك أساور المعصم الاستعراضية عندما تضع الواحدة نحو كيلو من المشغولات على يديها فتبدو وكأنها مجرم في طريقه الى سجن سويدي (الكلبشات في السويد من النحاس اللامع.. احتراما للمجرمين)
المرأة السودانية عموما ذات نزعات ارهابية مؤكدة، والدليل الدامع والقاطع على ذلك هو ان تعدد الزوجات عندنا محدود للغاية خارج دائرة الكيزان، وقد يرغب الواحد منا في الزواج بأخرى، ويلجأ الى اسلوب “متحضر”: والله يا بت الناس انتِ ما قصرت معاي، وبيناتنا عيش وملح ..فتصيح الزوجة: ما تلف وتدور يا ابو عين زايغة،.. داير تقول شنو!! في غالب الأحوال يتراجع الزوج من باب أبعد عن الشر ولا تغني له، ويقول طلبا للسلامة: داير أقول اسجل البيت باسمِك!! وقد يجد البعض الشجاعة لطرح الموضوع على بلاطة، ويقول انه يفكر في الزواج بواحدة من الموديلات الجديدة، وإنه قرر عرض الموضوع عليها احتراما لها وطلبا لرضاها، فيكون الرد: بيت مال وعيال.. بس تطلقني!! وهكذا صادرت المرأة السودانية حق الرجل السوداني المسلم في الزواج مثنى وثلاث ورباع، في زمن ابيح فيه زواج المسيار
يعني: تعدد الزوجات محدود في اوساط الرجال المسلمين في السودان، ليس لأنهم “متحضرون”، ولكن لأنهم جبناء ولأن المرأة السودانية ترفض “السلام” وتقاسم السلطة المنزلية، ويقال ان رجلا ظل يتحايل للزواج بأخرى وذات يوم كانت الزوجة تقف امام المرآة وتتأمل ملامحها، ولاحظت أن الدهر أكل عليها ولم يجد ما يشرب، وقالت لزوجها انها تريد مبلغا كبيرا من المال للذهاب الى صالون التجميل مرتين في الشهر، ولما كان الرجل في حاجة الى كل قرش لمشروع الزواج الجديد، فقد حاول ان يقنعها بأنها ليست بحاجة الى مثل ذلك الصالون، ولكن الزوجة بدأت تقول: شوف جضومي مكرمشة كيفن.. شوف جفوني ضبلانة.. وشعري بس تقول ليفة غسيل عدة.. وضراعي متدلدل زي علعلة الديك،.. هنا ابتسم الزوج وقال: احمدي ربك .. على الأقل نظرِك كويس!!!! ويقال ان هذا الرجل اصيب بعاهات بدرجة انه لم يعد واردا ان تقبل بالزواج به حتى بت ام قضيم ذات “العين الطايرة”!!
نساؤنا خاصة في المدن – نلن حرياتهن بالزيادة وبدأن يتغولن على حقوق الرجال، فالخدمة المدنية سقطت بصورة شبه كاملة في ايدي النساء، وعلى أيامنا كانت البنات في الجامعة اقليات مضطهدة، تمشي الواحدة منهن كدجاجة اصابها “سمير”، لأنها كانت تحس بأنها اقتحمت قلعة رجالية، أما اليوم فالبنات – وبكل قلة حياء – صرن يتفوقن على الأولاد في امتحانات الشهادة الثانوية، وصرن بالتالي اغلبية مستبدة في الجامعات، والنساء استولين تقريبا على معظم السلطة في البلا. ولم يبق لدى الرجل سوى “الترابة التي في خشمه”
ثم انا عاوز أعرف فيم تريد النساء التساوي معنا نحن معشر الرجال؟ وعلى اي شيء يحسدننا؟ على حرية السهر والجلوس في المقاهي وشرب العرقي والتدخين في الأماكن العامة؟ هل هذه مزايا ام رزايا؟ شخصيا اعتقد ان النعمة الوحيدة التي يتمتع بها الرجال على النساء هي عدم الحمل وبالتالي عدم التعرض لأوجاع الطلق والولادة، وما عدا ذلك فإن شهاب الدين أزفت حالا من نور العين!! وعلى الأقل فإن من حق المرأة ان تتجمل، وتكون ذات مظهر حلو، في حين ان الرجل الذي يعتني بمظهره يحوز ألقابا جارحة مثل سحسوح وهنجوك وحنكوش

Exit mobile version