ترك وجبريل… التلويح بكروت مجربة؟
الخرطوم – نبيل صالح
مع إقتراب الموعد المعلن للتوقيع على الاتفاق الإطاري أعلن مكونين بالكتلة الديمقراطية مناهضتهما الخطوة بكل الوسائل المتاحة ، أو كما قال جبريل إبراهيم أن جميع الخيارات مفتوحة لاسقاط أية حكومة تأتي بموجب الاتفاق الإطاري ، في إشارة الى العودة للتمرد ضد الدولة السودانية ، بينما لوح محمد الأمين ترك بذات السيناريو الذي أسقط به حكومة حمدوك في 2021م بأغلاق الشرق .
ولم يستبعد المراقبون قيام الرجلين بأية خطوة من شأنها عرقلة الاتفاق الاطاري وإن حملوا السلاح ضد الدولة ، وقال المجلس الأعلى “لنظارات البجا” إنه قرر إغلاق منطقة الشرق بالسودان يوما واحدا، بينما حذر رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم من حدوث انقلاب عسكري في البلاد.
وأرجع المبعوث الأممي في السودان فولكر بريتس خلافات مني أركو مناوي و جبريل إبراهيم للاتفاق الإطاري تعود الى حرص الرجلين في الحصول على حصصهما ، ما أثار سخط الرجلين واطلاقهما تصريحات غاضبة ضد فولكر ، ويقول المحلل السياسي د.نصر الدين عثمان أن محمد الأمين ترك أكد بأنه يعمل على إعادة سدنة النظام السابق للسلطة مرة أخرى بأسلوبه الصبياني وأعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا إغلاق منطقة الشرق بالسودان يوما واحدا في الأول من أبريل ويأتي ذلك بالتزامن مع التوقيع على الاتفاق النهائي بين المكون العسكري في السلطة وقوى سياسية على رأسها تحالف قوى الحرية والتغيير- مجموعة المجلس المركزي ، وقال المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان إن العملية السياسية لا يمكن أن تمضي من دون حل قضايا الشرق. وأشار المجلس إلى مناهضته أي عمل سياسي أو جدول زمني لتكوين حكومة يرفضها أغلب السودانيين، على حد وصفه.
ويمضي عثمان بقوله أن النظام السابق أي نظام الحركة الاسلامية سيعمل بكل أدواته ورجاله على تعطيل الإطاري الذي سيضع اللبنة الأولى لبناء دولة المؤسسات ، وأضاف في حديثه لـ “النورس نيوز” أن ترك ليس له قضية حقيقية وحديثه عن ملف الشرق لم يعد منطقياً خصوصاً ان الاتفاق الاطاري أقر بخمسة قضايا رئيسية لحل المشكلة السودانية من بينها قضية شرق السودان التي فصل لها ورشة منفصلة ، وأضاف أن المكون العسكري سيجد حرجاً هذه المرة اذا تجاهل ترك وتحركه لاغلاق الشرق ، وتابع ” اذا ترك المكون العسكري الناظر ترك يفعل ما يريد يعني أن البرهان هو من يدعم موقف ترك وأنصاره لاجهاض الاتفاق الإطاري كما هو متوقع “.
واعتبر المحلل السياسي د.عبد اللطيف محمد عثمان اعلان ترك اغلاق الشرق وتهديد جبريل وقوله ان كل الخيارات مفتوحة أمامهم لمناهضة الاتفاق ابتزاز سياسي لا يخدم الأزمة السودانية ، وقال عبد اللطيف لـ “النورس نيوز ” محمد الأمين ترك أظهر بأنه رجل لا موقف له بإعلانه هذا واثبت بأنه كان داعماً للانقلاب العسكري ، الى جانب أنه ينفذ مخططات سدنة النظام السابق بعرقلة أية عملية سياسية تفضي الى بناء مؤسسات الدولة وتهيئ لانتخابات حرة نزيهة ، بينما جبريل أكد حديث فولكر الذي تحدث في احاطته بمجلس الأمن الاسبوع الماضي ان خلافه ليس سياسياً بل لاسباب تتعلق بحصة حركته في الحكومة الإنتقالية .
ومن جانبه، توقع نائب رئيس الكتلة الديمقراطية ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم إن كل الخيارات مفتوحة إذا استمرت العملية السياسية على هذا المنوال بما فيها حدوث انقلاب عسكري ، وقال جبريل أنهم أبلغوا رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن استقرار البلاد لن يتحقق إذا استمر المجلس المركزي في احتكار العملية السياسية، وفق تعبيره.
وفي المقابل يعتقد محللون أن توقيع الاطراف الموقعة على الإطاري للاتفاق النهائي يؤدي الى إطالة الأزمة السودانية ، ويحمل هذا الفريق مسوؤلية أية انتكاسة للوضع الأمني للحرية والتغيير المركزي التي تريد احتكار العملية السياسية ، واعتبار الآخرين لاعبين من الدرجة الثانية في العملية الجارية ، وتمسكوا بضرورة توسيع دائرة المشاركة مع ابعاد الأجسام المشكوك بأنها من صنع المؤتمر الوطني المحلول .
وكانت أطراف الاتفاق الإطاري في السودان توصلت أخيرا إلى مسودة حول “الاتفاق السياسي النهائي” المزمع توقيعه بين العسكريين والمدنيين في مطلع أبريل ، لتشكل بموجبها حكومة مدنية انتقالية، وتضمنت مسودة الاتفاق مبادئ عامة وقضايا وهموم الانتقال بجانب هياكل السلطة الانتقالية.