الخرطوم – خالد فتحي
يبدو أن شهر رمضان في السودان حافل بالجدل. فقد أثارت فتاوى لمجمع الفقه الإسلامي، وهيئة العلماء، حول تحديد “فدية طعام مسكين”، جدلاً قوياً بين السودانيين.
في التفاصيل، حدد المجمع الذي يعتبر المرجعية الفقهية والدينية الرسمية للدولة، ويضم علماء وفقهاء لمعظم الطوائف الدينية المعروفة بالبلاد، لأصحاب الأعذار الشرعية، الذين لا يستطيعون صوم رمضان كالمرضى، وكبار السن، مبلغ 600 جنيه سوداني (ما يعادل دولارا أميركيا) لإطعام فقير “وجبة مشبعة” في اليوم الواحد.
إلاّ أنّ الشيخ عبد الرحمن حسن أحمد، عضو هيئة علماء السودان، ورئيس دائرة الفتوى بالهيئة، ذهب إلى أبعد من ذلك، وقال إن الفدية 300 جنيه سوداني فقط لا غير.
كما أضاف قائلا في مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل: “هذا ما ظللت أكرره وأدعو إليه في الأعوام السابقة، وخاطبت لأجله مجمع الفقه، لكن لا حياة لمن تنادي”.
لا تطعم عصفوراً
من جهته، حدد نائب الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار في السودان – هيئة دينية تابعة لطائفة أنصار الإمام المهدي – آدم أحمد يوسف، مبلغ ألف جنيه كحد أدنى لفدية طعام مسكين يومياولم يقف عند هذا الحد، بل طالب مجمع الفقه الإسلامي بإعادة النظر في فتواه.
كما شنّ هجوماً شديداً على رئيس دائرة الفتوى الشيخ عبد الرحمن حسن قائلاً: أما صاحبنا رئيس دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان فقد كانت فتواه off point بلغة أهل المستديرة، ويقصد كرة القدم. وذكر أن 200 جنيه أو 300 جنيه لا تطعم عصفوراً حباً، ناهيك عن إطعام نفس بشرية كرّمها الله.
تستحي أن تعطيه لابنك
في حين فجرت تلك الآراء جدلاً قوياً على مواقع التواصل، حول قيمة الفدية. فمنهم من ذهب إلى أن المبلغ المحدد شحيحٌ للغاية، ولا يكفي لإطعام شخص واحد وجبة واحدة، خصوصاً في ظل الارتفاع المتصاعد لتكاليف الحياة بالسودان، وذكروا أن متوسط أسعار الوجبات العادية تتجاوز هذا المبلغ بكثير.
فيما اعتبر أحد المعلقين بأن المبلغ الذي حدده عضو هيئة علماء السودان، تستحي أن تعطيه لابنك الصغير من أجل إفطاره بالمدرسة.