الخرطوم – النورس نبوز
بصورة مفاجئة انتقلت العلاقة بين رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وحاكم إقليم دارفور رئيس تحرير حركة تحرير السودان مني اركو مناوي مع رئيس بعثة يونتامس بالسودان فولكر بيرتس الي مربع العداء الاسفيري، بعد الإطاحة التي قدمها الأخير بمجلس الامن الاثنين الماضي، وأشار مراقبون لـ(النورس نيوز) الي ان فولكر يتعامل وكإنه حاكما علي السودان يحدد اطراف الاتفاق الاطاري حسب رؤية، ويرفض مشاركة اخرين، لافتين الي ان الاقصاء مرفوض لأنه السبب الرئيسي في انقلاب ٢٥ أكتوبر ، وحذروا من مغبة تكراره، مشيرين إلى ان فولكر مال للحرية والتغيير المجلس المركزي عقب انقلاب ٢٥ أكتوبر، وعندما رفضوا اجتماع السلام روتانا استجاب فولكر وانتج الاتفاق الاطاري في انحياز واضح للحرية والتغيير.
علاقة متوترة
وبحسب محللين سياسيين تحدثوا لـ(لنورس نيوز) فان فولكر يريد ان يحقق نجاح الاتفاق الاطاري باي شكل، ولا يهمه اذا كان السودان سيستمر بعد هذه الخطوة ام لا، وقالوا انه اذا تم توقيع الاتفاق في ظل الرفض الذي تعيشه القوي السياسية سينتقل السودان الي مرحلة النزاعات، وقتها لا يكون هناك سودان او اتفاق اطاري، واعتبروا ان الحرية والتغيير، جزء مما يحدث الان لانها تحقق اجندة دول غربية تهتم لمصالحها وليس مصلحة السودان وشعبه، مشيرين الي انها قبلت تنفيذ سياسية الاحصاء للمرة الثانية، بعد استخدامه في حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
رفض الدعوة
قبل ان يغادر فولكر الي نيويورك الأسبوع الماضي لإلغاء خطاب السودان امام مجلس الامن كان قد التقي بالرجلين لإقناعهما للحاق بالاتفاق الاطاري باعتباره الحل الازمة التي يمر بها السودان، وسبق ان سجل فولكر زيارة لمناوي في منزله لأقناعه بالمشاركة في ورشة تقييم اتفاق جوبا، الا انه رفض الدعوة، وعندما زار جبريل إبراهيم لإقناعه للمشاركة في ذات الورشة وقال جبريل (أخبرت فولكر أن انحيازكم لجهة بعينها منذ البداية هو الذي أدى لهذا الوضع ، و لن نشارك في ورشة لقييم اتفاق سلام جوبا و خصوصاً أنها تأتي ضمن مخرجات الاتفاق الإطاري الذي نرفضه جملةً و تفصيلاً).
ضمان تمثيلهم
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، قال خلال خطابه بمجلس الامن إن خلافات قائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، مع موقعي الاتفاق الإطاري، تتعلق بضمان تمثيلهم في السُّلطة، وأضاف: “هناك حاجة إلى جهود جماعية من المجتمع الدولي لدعم الحكومة المقبلة لمعالجة القضايا الرئيسية مثل معالجة الأسباب الجذرية للصراع وتنفيذ الترتيبات الأمنية وتحسين حياة السودانيين والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة”.
لا يشرفنا
وكرد فعل علي حديث فولكر قال جبريل أنه لا يشرفهم أن يكونوا ضمن طاقم حكومة يصنعها الأجانب ويفرضونها على الشعب السوداني، وتساءل في تغريدة على حسابه على (تويتر) هل سبق لي أو الأخ مناوي أن طلبنا من رئيس اليونتامس أن يضمن لنا موقعاً في حكومته التي يريد تشكيلها رغم أنف الغالبية من الشعب السوداني ؟وأضاف :نحن ثوار أحرار لمن لا يعرفنا، ولا يشرفنا أبداً أن نكون ضمن طاقم حكومة يصنعها الأجانب ويفرضونها على الشعب السوداني”، من جانبه قال مني أركو مناوي، “أحاط المبعوث الأممي للسودان، فولكر بيرتس مجلس الأمن الدولي بعمليته السياسية المبتورة والمفروضة بإخافة أطرافها، وأضاف: الإحاطة فيها تغبيش وتزوير للحقائق وقدح في مواقفنا النضالية عن عمد، ندين هذا السلوك الجارح وتزييف الحقائق أمام المجتمع الدولي”.