الخرطوم : النورس نيوز
لم يعد خافيا الخلافات بين رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونائبة محمد حمدان حميدتي ، خاصة بعد حديث الاخير عن ان ماحدث في 25 اكتوبر هو انقلابا عسكرا وندم علي المشاركة فيه .. لكن البرهان قال ربما هذه وجهة نظره، لكن عندما اقبلنا على هذه الخطوة كنا مقتنعين تماما بضرورتها وأهميتها وثمارها الآن اتفاق دستوري جديد .
الخلافات بين الرجلين قديمة ، لكن الان لم تعد سرا وطفرت الي السلطح بعد قرب حميدتي من مركزية الحرية والتغيير تأييده للاتفاق الاطاري الذي تم التوقيع عليه في الخامس من ديسمبر .
قيادة ثنائية
مراقبون اشاروا في تصريح لـ(النورس نيوز) الي ان التوقيع الثنائي من رئيس مجلس السيادة الانتقالي ونائبه يدل علي ان المكون العسكري ليس طرفا واحدا ، الطبيعي ان المؤسسة العسكرية لا يمكن ان يكون لها قيادة ثنائية ، ويجب ان يكون لها توقيع واحد ، وهذا يدل علي ان هناك اختلاف في القيادة أو عليها ، وان الطرف الأدني لا يثق في الطرف الأعلي ،والا لاكتفي بتوقيع القائد الواحد ، او أن الطرف الآخر المعني بالامر لا يثق في توقيع احد الطرفين فحسب ويريد ضمانا أكبر.
الهواء الساحن
عندما غادر البرهان الي جوبا لحضور حفل التوقيع علي مصفوفة اتفاق السلام ، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تترقب لقاء مهما لحميدتي بقاعة الصداقة بالخرطوم ، في ذلك اللقاء اخرج الجنرال حميدتي الهواء الساخن من صدرة ، واشار الي ان انقلاب 25 اكتوبر خطوة ليست موفقة ونادما عليها ، واكد ان الاطاري هو المخرج من الازمة التي تمر بها البلاد الان .
ووجد حديث حميدتي صدي كبير في الميديا ، ولم تهتم مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة البرهان التوقيع علي مصفوفة السلام ، التي تم تأجيل التوقيع عليها لـ24 ساعة ليتمكن رئيس مجلس السيادة من المشاركة .
تساءل كثيرون عن لماذا وقع شمس الدين علي مصفوفة اتفاق السلام في جوبا انابة عن الحكومة ، رغم انه في السابق كان حميدتي هو راعي الاتفاق ؟ فهل تم اقصاءه عمدا ؟ .
اخطار كبيرة
القيادي الاسلامي، أمين حسن عمر، قال إن الخلافات بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” لم تعد سرية، لان هناك عدم ثقة.
وحذر امين ، من أن الخلافات بين الطرفين ستترب عليها اخطار كبيرة على أمن المجتمع، وتابع “لابد من معالجة هذا الامر، لان وجود خلافات بين القوى المدنية معقول ومفهوم، لكن القوى العسكري ينبغي ان تكون منضبطة، وعلى القيادة أن تعالج هذه الخلافات بصورة حاسمة وعاجلة ، مشيرا إلى ان الحل ليس بالكلام والرد عليه، وانما وفقا لما هو مكتوب في الوثائق والاتفاقيات.
وفي الاثناء اكد امين ان القوى الدولية والدول ذات النفوس في السودان، لا تريد البرهان ولا حميدتي وانما تريد من يحقق لها المصالح، وتابع “اذا كان البرهان هو ليس الشخص المناسب لتحقيق تلك المصالح لتعمل ضده.
حميدتي رئيس
مراقبون اوضحو لـ(النورس نيوز) ان نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي له طموح ان يصبح رئيسا للجمهورية ، ويفعل المستحل لتحقيق هدفه ، رغم انه اقسم في وقت سابق انه لن يجلس معها علي مائدة واحدة ، وذلك قبل بعد الحرب الكلامية التي كانت بينه وقوي الحرية والتغيير عقب انقلاب (بكراوي) وقبل ايام من انقلاب 25 اكتوبر ، الا انه تراجع عن القسم واصبح يؤيد كل قراراتها باعتبار انها الاقرب للشعب السوداني ، بالتالي سيكون هو ايضا قريبا منه ويمسح الصورة السالبة عن قواته والاتهام بانها شاركت في فض اعتصام القيادة العامة .
وقالوا ان تصريحات الجنرالين في الفترة الاخيرة اصبحت متضاربة ، وكل يغرد في الاتجاه الذي يخدم خطه ، منوهين الي ان البرهان اتخذ من مناسبات اجتماعية في الفترة الماضية منصة لارسال رسائل سياسية في بريد حميدتي والدعم السريع ، وقال عن الاخير ان دمجه هو الفيصل في الاتفاق الاطاري .
دولة محترمة
عضو مجلس السيادة ياسر العطار اشار خلال مخاطبتة حشدا جماهيرا بولاية نهر النيل امس، الي ضرورة وجود جيش قومي موحد ، وقال لا توجد دولة محترمة بها جيشا ويجب ان تعود قوات الدعم السريع الي الرحم المباركالذي خرجت منه وهو الجيش ، مؤكدا كذلك ضرورة تنفيذ بند الترتيبات الامنية في اتفاق جوبا للسلام والذي يُشر الي ضرورة دمج جيوش الحركات المسلحة في الجيش القومي .
صراع مسلح
ونقلت تقارير اعلامية عن عضو المجلس المركزي الريح محمد صادق محاولات بعض الأطراف لافتعال أزمة سياسية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، ووصفها بـ”المضرة والخطيرة” على مستقبل السودان و ربما تؤدي إلى نزاع مسلح واسع النطاق.
وقال “يدرك الطرفان هذا الأمر بكل تأكيد وأعتقد أن الرجلين يستطيعان بمعاونة القوى السياسية المدنية التوصل إلى تفاهمات تمنع مثل هذه الاحتمالات، ولا شك أن بعض القوى الإقليمية تريد للجيش أن يدخل في صراع مسلح مع قوات الدعم السريع لكن كل السودانيون يدركون تبعات هذا الأمر” .
ورأى الريح، أنّ مجهودات التوفيق المعتمدة بشكل أساسي على الوصول لصيغة مناسبة للإصلاح الأمني والعسكري ستنهي هذا بوادر النزاع في الوقت الراهن