مصفوفة جوبا.. هل ترحل سحابة الأزمة؟
الخرطوم – النورس نيوز
نفق مظلم استقرت به البلاد بسبب تعقيدات الأزمة السياسية، التي لم تبارح مكانها بالحل وتمسك أطراف السلام به ورفضهم اي محاولة للمساس بالاتفاقية، إلا أن هنالك بارقة أمل بانضمام حركتي العدل والمساواة وجيش تحرير السودان للعملية السياسية الحالية وصولاً للتوقيع النهائي وتشكيل حكومة مدنية تمهد للعودة إلى المسار الديمقراطي؛ بعد انخراطهم في ورشة جوبا وخروجهم بمصفوفة.
يُذكر انه بالثالت عشر من فبراير الجاري بدأت بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان “ورشة تقييم وتقويم تنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان”، بحضور مستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية ورئيس لجنة الوساطة الفريق توت قلواك، وعضو مجلس السيادة رئيس وفد السودان الفريق أول ركن ياسر العطا وممثلي أطراف عملية السلام وممثلي دول تشادّ والإمارات ومصر وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وكان من المتوقع أن يتم احتفال توقيع المصفوفة المحدثة غدا الاحد بيد أن لجنة الوساطة أعلنت التأجيل بناءا على طلب الحكومة السودانية لمشاركة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان الاحتفال، حيث قال ضيو مطوك مقرر لجنة الوساطة خلال (ليلة السودان الاحتفالية) التى اقامها مستشار الرئيس للشئون الامنية ورئيس لجنة الوساطة الفريق توت قلواك للوفود المشاركة في ورشة تقييم تنفيذ إتفاق سلام السودان التى احضنتها جوبا الأيام الماضية أن التأجيل نسبة لارتباطات رئيس مجلس السيادة يوم غدا وفقاً لمصادر صحفية.
وبتوقيع اتفاقية سلام جوبا بأكتوبر ٢٠٢٠ بدأت رحلة المحاصصات التي أودت بحكومة الثورة بعد أن انسدت الأفق وحدث الإنقلاب العسكري ليفاقم الأزمة ويقف سلام جوبا مجدداً حجراً في طريق العملية السياسية حيث رفضت أطراف السلام المشاركة المشاركة في ورش الإطاري بالخرطوم وشاركت بالتي نفذتها جوبا، الأمر الذي رآه مراقبون يصب أيضآ في خانة جهود التوصل لحل يرضي جميع الأطراف.
رئيس لجنة السياسات بحزب الأمة إمام الحلو أكد بحديثه لـ”النورس نيوز” على أنهم سيدرسون نتائج ورشة السلام بجوبا، قاطعاً بعدم وجود مايمنع من استصحابها في الإتفاق النهائي طالما أتت من مصدر موثوق.
وأشار الحلو أن بنود الاتفاق ليست قرآناً مُنزل ويمكن تعديلها بما يحقق التوافق.
وفي ذات الإتجاه يمضي المحلل السياسي د. عثمان الفاتح متوقعاً أن يحدث توافق بين أطراف الأزمة يقود إلى توقيع نهائي وتشكيل حكومة مدنية بالفترة القادمة.
وأشار الفاتح بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن هنالك جهوداً دولية وقوى حريصة على إكمال الإتفاق والعودة للمسار الديمقراطي، الأمر الذي يجعل جميع الجهود تصب في إتجاه دعم العملية السياسية والخروج بتوافق.