الطاهر ساتي يكتب: اختبار القيادة..!!
![الطاهر ساتي يكتب: اختبار القيادة..!! 1 الطاهر ساتي](https://alnawrs.com/wp-content/uploads/2020/04/الطاهر-ساتي.jpg)
:: يسير الملك تحت الجسر (جملة مفيدة)، ويسير الملك تحته الجسر (جملة مفيدة أيضاً)، والاختلاف بين الجملتين ليس فقط في حرف (الهاء) المضاف إلى الجملة الثانية، بل هناك اختلاف المعنى أيضاً، بحيث أصبح الملك يسير فوق وتحت الجسر.. وهكذا حال المسمى سابقاً بالاتفاق الإطاري بعد الإعلان السياسي الجديد، حيث تحول إلى (اتفاق آخر) غير ذاك الذي كاد يحتكر السلطة لأحزاب فولكر الثلاثة..!!
:: ولعلكم تذكرون، فالنشطاء كانوا يخدعون الشعب بأن الإطاري يؤدي إلى حكومة كفاءات مستقلة.. ولكن تبيّن للناس كذبهم عندما استبدولوا مصطلح (الكفاءات المستقلة) بمصطلح (الكفاءات الوطنية) في الاتفاق، وكذلك حين ظهر للناس بالنص : (الاتفاق على اختيار رئيس الوزراء الانتقالي بواسطة قوى الثورة الموقعة على الإعلان السياسي)، وقوى الثورة هي – اسم الدلع – لأحزاب فولكر الثلاثة و ياسر عرمان..!!
:: أحزاب فولكر كانت تسعى للتمكين تحت ستار (قوى الثورة)، و دون مراعاة حتى لمشاعر حلفائهم، وهم الشعبي وأنصار السنة والحسن الميرغني وغيرهم من (صحبة راكب).. والنص أعلاه كان محاولة ذكية لسرقة حكومة الثورة للمرة الثانية، ولكن بنهج الأعرابي الذي ساقوه إلى المحكمة، وسأله القاضي عن تهمته، فأجاب : (سرقت حبل)، وتساءل القاضي متعجباً : (جابوك لي عشان حبل؟؟)، فأجاب بحزن مصطنع : (آي والله، وكان مربوط فيهو بقرة)..!!
:: والمهم.. لن يكون لأي نص إقصائي وجوداً في الاتفاق المقبل، لأن اختيار الحكومة أصبح من حق كل الموقعين على الإعلان السياسي الجديد؛ وليس فقط لصوص الثورة .. وبما أن الأطراف الموقعة على الإعلان الجديد هي التي تشكل الحكومة، يبقى السؤال ما هي الأطراف؟، وما هي معايير اختيارها؟.. فالشاهد أن هناك ثلاثة معايير هي الموضوعية، وما سواها نوع من العبث السياسي..!!
:: فالمعيار الأول للتوقيع على الإعلان الجديد هو أن تكون الأطراف من قوى الثورة و التغيير فقط، وإبعاد كل فلول البشير، أي الشعبي و أنصار السنة و الاتحادي الأصل وغيرهم .. والمعيار الثاني هو فتح باب التوقيع لكل الأحزاب (ما عدا المؤتمر الوطني)، كما فتحت أحزاب فولكر باب التوقيع على الإطاري للشعبي و أنصار السنة وغيرهم من فلول البشير.. أما المعيار الثالث، غير عادل ولكنه يحقق قدراً من الاستقرار السياسي، فهو أن تكون الأطراف هي فقط مكونات تحالفي الاتفاق الإطاري و الكتلة الديمقراطية..!!
::: تلك هي المعايير الثلاثة الموضوعية، و غيرها نوع من العبث السياسي..أما لو وافقت الكتلة الديمقراطية على أن يطبق فيها نشطاء فولكر نظرية الخيار والفقوس، وذلك باختيار من يحبونه و إقصاء من يكرهونه، فعلى مناوي و الميرغني وجبريل والناظر ترك التنازل عن دور القيادة في المرحلة القادمة، بحيث يكونوا تلاميذ في مدرسة عرمان .