الاتفاق الإطاري .. تصريحات عسكرية متناقضة

الخرطوم- النورس نيوز

ردود فعل واسعة علي تصريحات رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وعضو المجلس شمس الدين كباشي حول الاتفاق الاطاري الذي تم التوقيع عليه بين العسكر والمدنيين في 5 ديسمبر الماضي ، واعتبرتها بعض الأحزاب والقوي السياسية انها تُشير إلى إمكانية تنصل المكون العسكري من الاتفاق .

 

مراقبون أشاروا لـ(النورس نيوز) إلى انه ليس مستبعدا ان ينقلب البرهان علي الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي كما فعل في 25 أكتوبر ، لافتين إلى ان تصريحاته تصب في هذا الاتجاه ، خاصة وانه يتحدث عن ضرورة توسيع ماعون المشاركة ليشمل كل القوي السياسية ماعدا حزب المؤتمر الوطني ،ويتحدث أيضا عن ان القوات المسلحة لن تسمح بالتفريط في امن وسلامة البلاد ، وتدخل الأحزاب السياسية في الجيش، اخرون لفتوا إلى عدم وجود ضمانات كافية للاتفاق الاطاري خاصة وانه يضم أحزاب قليلة ، تعتمد علي الضغط الدولي في للإجبار العسكريين لإنجاح العملية السياسية، في وقت ترفض فيه بعض القوي السياسية الاتفاق الاطاري وانخرطت في حوار سوداني سوداني بالقاهرة ، ومن المتوقع ان تصدر غدا اعلانا سياسيا ، بالتالي سيكون هناك اكثر من رؤية لحكم الفترة الانتقالية ، وهذا التنافس السياسي ربما يدخل إلى مرحلة حرجة تجعل تفرض علي الجيش ان يتدخل لحفظ البلاد وامنها .

 

الانتفاضة الشاملة

الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي د. عادل خلف الله أشار في حديثه لـ(النورس) نيوز ان تصريحات رئيس مجلس السيادة قائد انقلاب 25 أكتوبر عبدالفتاح البرهان ،وكذاك تصريحات عضو المجلس شمس الدين كباشى ،تأكيد على ذات الموقف والنهج بتوظيف ما تحقق لقائد الانقلاب من شرعنة لانقلابه ،ودعم أمريكي صهيوني لاستمراره في خدمة مشروع الهيمنة والتطبيع القائم على اضعاف السودان من خلال سلطة مستبدة وفاسدة ومعادية للجماهير ومبادئ انتفاضتها الثورية، خلف الله قال ” لم يكن هنالك اتفاق أصلا ،ولا استعداد للتوصل لاتفاق من لدن قائد الانقلاب ،ولقد ارتكبت القوى التي سايرته وراهنت على الوعود بديلا للانتفاضة الشاملة وإرادة الجماهير ،خطأ استراتيجي نبه حزب البعث له وحذر من مخاطر على البديل والنظام الديمقراطي المستدام، وقال لم نكن نراهن عليه حتى نفكر في سناريو ، ظل البعث والقوى الحية في المجتمع لا ترى بديلا ولا حلا للازمة التي عمقها انقلاب 25اكتوبر إلا بإسقاطه وبالإرادة الشعبية السلمية ،وهو ما نناضل ونعمل عليه ،عبر أوسع جبهة للديمقراطية والتغيير.

 

غير متوافق

عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي ، غاب عن الساحة السياسية لفترة طويلة ، وفي السابق كانت تصريحاته تملأ الوسائط الاعلامية ويتم تداولها بشكل واسع في منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض ، لكنه عادل إلى الواجهة خلال مخاطبتة حشدًا جماهيرًا بمدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان أمس ، وقال إن القوات المسلحة لن تحمي دستورا غير متوافق عليه وضعه 10 أشخاص ، ورأي ان القوى السياسية والعسكرية الموقعة على الاتفاق الإطاري ليست كافية لحل الأزمة السياسية .

 

اللعب بالنار

خلف الله قال منذ البدء كان قائد الانقلاب واضحا ،بعد فشل الانقلاب الذى صمم في الأساس لإبعاد الحرية والتغيير ،وبشكل خاص مكونها الحزبي ،إضافة الى حماية التمكين والفساد ، كان واضحا في التمسك بالسلطة، وبميزان قوى في مصلحته وحمايته وحماية التمكين وفساده ،وذلك بتعويم الحرية والتغيير في لُجة من قوى الردة والفلول ،وطريقه لذلك شراء الوقت ،بالمناورة بمسمى التوافق الوطني، واللعب على المتناقضات ،واضعاف الحرية والتغيير والتشكيك في مشروعيتها وتمثيلها لقوى الانتفاضة الثورية، معتبرا ان الاتفاق الاطاري والتدخلات الخارجية الراعية والدافعة له ، هبطت عليه كطوق لبلوغ مآربه ، استخدم من قبل اطرافه ،بما في ذلك العدو الصهيوني ،للتحكم والسيطرة على الانتفاضة كمدخل للهيمنة على مقدرات السودان ،واستخدم هو تبايناتها وتناقض مصالحها وتوجهاتها واجوائه لخدمة اجندته الذاتية .

 

رجال دولة

وكانت الأمين العام الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي، بروفيسور نوال الخضر، قد وجهت انتقادات لاذعة لرئيس وعضو مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، وشمس الدين الكباشي، ووصفت تصريحاتهما الأخيرة بـ(غير المسؤولة، ولا تمثل رجال دولة)، واعتبرت الخضر في تصريح اعلامي ، أن حديث الكباشي ليس له معنى، لجهة أنه لم يوقع على الاتفاق الإطاري، وحديثه غير معترف به، كما أنه ليس مؤثراً على الاتفاق ، مشيرة إلى أن حديث الجنرالين للاستهلاك السياسي فقط، ولا يحمل قيمة سياسية ، وقالت إن البرهان وقّع على الاتفاق الإطاري المعترف بالإعلان السياسي والموقعين عليه، والذي سيسلم السلطة للمدنيين.