منوعات

نقيب الدراميين الممثل الرشيد احمد عيسى في حوار لـ(نورس نيوز): نحن لسنا حزبًا سياسيًا أو هيئة قضائية.. نحن نقابة مهنية

هذا حلم عظيم وكبير استطاع الدراميين إنجازه اجتمعوا على مصلحة الدراما وإعادة الحياة اليها مرة أخرى

الصراعات بين الدراميين سببها انعكاس الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي على حياة كل السودانيين

 

حوار- رندة بخاري

 

اول نقيب للدراميين جاء بعد مشوار طويل بداءه الدراميين منذ السبعينات الي ان تحقق في مطلع هذا العام انه الممثل الرشيد احمد عيسي الذي جلسنا اليه ووضعنا على طاولته العديد من الموضوعات تاليا تفاصيلها :

 

 

* بداية دعنا نتوقف عند حلم تكوين النقابة الذي ظل يراود كل الدرامين الي أن تحقق؟

حلم النقابة منذ منتصف السبعينات وكانت هي البدايات الاولي بان نكون نقابة وكان الرعيل الاول من اساتذتنا الرواد حسن عبد المجيد احمد عثمان عيسي ونفر كريم من الممثلين ان ذاك بدا هذه المحاولات ومن ثم استطاعوا ان يكونوا اتحاد خاص بالممثلين وظلت المحاولات بان تكن هناك نقابة تساهم في التخطيط الاستراتيجي وانتزاع حقوق الممثلين كل هذه المحاولات اصطدمت بحائط الأنظمة السياسية الدكتاتورية وحالت دون ان يتحقق هذا الحلم الي ان جاءت هذه الثورة العظيمة واستطاعت ثورة الوعي والمفاهيم والتغيير ونفر من الشباب بتكوين تجمع الدراميين السودانيين وبدا من هنا حلم النقابة ثم كونوا لجنة تمهيدية عليا هذه اللجنة تكونت لأول مرة في تاريخ السودان من كل انحائه فيها ممثلين من كل المدن الكبيرة في السودان مدني الابيض كادقلي بورتسودان وبدا العمل بمؤتمرات من مدني وهناك رمزية في انطلاقها من ود مدني منبع الوعي منذ مؤتمر الخريجين ثم انتقلوا الي الدمازين حيث مناطق التماس والتنوع وكادقلي ايضا منطقة حروب وازمات في كل تلك المدن كان هناك ميلاد للنقابة لكل ابناء السودان وعبر تلك المؤتمرات كونوا منها فرعيات للنقابة واعتقد ان هذا حلم عظيم وكبير استطاع الدراميين إنجازه وان يتجمعوا على مصلحة الدراما وإعادة الحياة اليها مرة أخرى.

 

 

كانت هناك أحاديث حول صراعات دارات بين مجموعة من الدراميين رأت هي الأحق بتكوينها كيف تجاوزتم تلك الخلافات؟

 

اعتقد ان الانقسامات والصراعات التي دارت بين الدراميين شيء طبيعي وكان لابد ان يحدث اختلاف بين وجهات النظر وبالرغم من ان البعض يراها غير صحية لكن كان لابد من تحدث ربما أيضا هناك الكثير من انعكاس الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي على حياة كل السودانيين فهذا امر طبيعي لكن الان بعد تكوين هذه النقابة نعمل على لم شمل كل الدراميين وهناك الان وعي عالي بمصالح هذه الفئة التي تم تهميشها طيلة الأعوام السابقة والدراميين قدموا اسهاماتهم طيلة المائة وعشرين عام لم يجدوا حظا من الاهتمام والرعاية حتي في السياسات الثقافية لا دور لهم وهذا ينطبق على كل الفنون اذ ليس هناك مشروعا سياسيا متماسكا لينتج مشروع ثقافي لذلك من الطبيعي ان يتشرذم الدراميين وتجاوزنا ذلك بتكوين النقابة ويمكننا ان نقول بان النقابة ليست حزبا سياسيا بل هي للجميع وهي مهنية تعمل على اصلاح واقع حال الدراميين وتعمل على ترتيب البيت الدرامي والارتقاء بالدراما وإعادة الحقوق الي أصحابها ونحن في مرحلة مهمة سنسهم فيها بالتخطيط لفن الدراما وسنعيد بناء المسارح وتأسيس البنيات التي تم تفكيكها طيلة السنوات الماضية نعمل بقوة على لم شمل الدراميين والنقابة ليست لجنة تنفيذية عليا وليست فرعيات في الولايات انما النقابة قاعدة قوية مؤمنة بدورها في هذا الوطن مؤمنة بانها ستعمل على بناء هذا الوطن والانسان السوداني وتغيير حياته الي الأفضل وإعادة البسمة لهذا الشعب الذي عاني ما عاني نحن في الطريق الي احداث فرق كبير في المرحلة القادمة.

 

 

*  الدراميون يحتاجون الي كيان يعبر عنهم لا يخفى على احد فما هو القوانين التي ستعتمدون عليها في حماية مهنتكم؟

انت اول من ترأس النقابة مما وضع على عاتقكم مسئولية كبيرة فماهي خطتك لأدراه  المرحلة المقبلة التي تعتبر مهمة وتؤسس لما بعدها؟

 

اعتقد اننا في ظل هذه الأوضاع السياسية والحالة العبثية التي يعاني منها الوطن في ان لا حكومة له منذ اكثر من عام وحالة التشظي السياسي وعدم الاتفاق السياسي حول ثوابت الوطن لا مفر لنا من ان تكون لنا هذه النقابة التي قامت على دستور واضح يرتكز على حماية هذه المهنة وحماية الفنانين ونحن مع الكيانات الأخرى الشبيهة نستطيع ان نقدم الدعم والعون لبعضنا البعض ولكن حماية هذا الكيان يكن بقوة الممارسين لهذه المهنة وأيضا الكيانات الأخرى صحفيين ومحامين نستطيع ان نشكل بقوة عملنا المهني قوة ضغط على متخذي القرار فلا احد يستطيع مهما اوتي من قوة ان يصدر قوانين او أي قرارات تفكك هذه النقابات او تعمل على تمزيقها او تشتيتها فبدستورنا ومنهيتنا المنطلقة من حبنا لهذا الوطن قادرين على حماية النقابة .

 

 

* مشاكل كثيره عاني منها الدراميين ابرزها الإنتاج َوتوقف سوق العمل هل من خطة بعينها لإنتاج دراما تعبر عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد؟

 

 

انا جئت على راس قائمة التأسيس والبناء التي تتكون من خمسة عشر من الفنانين الدراميين على راسهم أستاذتي الاجلاء عبد الرحمن الشبلي موسي الأمير وحياة الصادق وعدد من الشباب من الجيل الذي يلينا ميسرة وهيبات وامين صديق ولسان الدين من الولايات هناك تمثيل نسبي مقدر منهم حاتم وفريد لذا اري ان هذا الاختيار لهذه القائمة كان اختيارا تم انتقائه بتأني ودقة حتي يحدث تكامل في الأدوار بين هؤلاء الشباب كما ضمت ايضا نجمات منهم اخلاص نور الدين رحاب محمود لدينا برنامج وخطة واستراتيجية واضحة لمرحلة الثلاثة أعوام هي عمر الدورة لكل فترة في هذه الثلاث أعوام لدينا الكثير من الخطط مثل سنحاول إعادة الحياة المسرحية وذلك بالعمل مع المؤسسات التي رعت الحياة المسرحية مثل المسرح القومي سنتفيد من تلك التجارب السابقة نبنني عليها ما يتسق مع التحولات التي حدثت الان في حياتنا السودانية وسنعمل ايضا على تنظيم الفرق وتكوينها وتأسيس مجالس ادارتها وتسجيلها حتي نستطيع ان نمولها مستقبلا والبحث عن مصادر تمويل وشراكات مع مؤسسات مختلفة في القطاع العام والخاص ومنظمات اخري وهذه الشراكات ستكون هي المصدر الأساسي الذي نعول عليه سنعمل ايضا على الارتقاء بالمهنة عبر التدريب الشباب بالتعاون مع كلية الموسيقي والدراما والنيلين كما سنرتقي بالفنان في الكثير من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية ايضا سنولي جيل الرواد اهتمام كبير وخاص واصدرنا قرار يان يكن لكل من تجاوز الستين عضوا عاملا مع اعفاء كامل للاشتراكات وايضا سنعيد بناء دور العرض في كل انحاء السودان بعد الإهمال الذي عانت منه وتحول الكثير منها الي أماكن تسكنها الغربان والحيوانات حقيقية نبدأ من الصفر اذ لم نجد شيء لنعتمد عليه لذا سنحاول بقدر الإمكان ان ننهض نهضة مختلفة ونأسس تأسيس صحيح لتجد الأجيال من بعدنا ومن ثم تجد ما يمكن ان تبني عليه في المستقبل هذه النقابة عليها مهام اذ ورثت تركة مثقلة ولديها مهام شاقة لكننا على استعداد لإنجازها.

 

 

*ثمة مشاكل كثيرة تعترض طريق الدراما ابرزها الإنتاج فكيف ستتجاوزن هذه العقبة ؟

من اكبر المعوقات التي يعاني منها الدراميين توقف سوق العمل وعدم وجود مصادر للتمويل ونحن اول همومنا هو البحث عن مصادر التمويل خارج اطار الحكومة سنحاول بقدر الإمكان عن البحث عن شراكات ومؤسسات قطاع خاص وعام ومنظمات المجتمع المدني اذ توفر التمويل سننطلق فلا ينقصنا المواهب والقدرات والكوادر البشرية وكل ما ينقصنا هو التمويل المادي اذ تحقق قريبا سيسعد الشعب السوداني باستعادة الدراما والمسرح.

 

*لا يخفى على احد ان بعض من الدراميين ينتمون لحزب النظام البائد كيف تتعاملون مع هذه المجموعة؟

نحن لسنا حزب سياسي او هيئة قضائية او نيابة نحن نقابة مهنية لنا دستورنا ولوائحنا التي من خلالها يمكننا ان نحاسب العضو على أي مخالفة يرتكبها مع ذلك نحن لا نحاسب احد على انتمائه لأي مؤسسة حزبية سواء ان كانت إسلامية او يسارية او وسطية فهذا ليس دورها فالنقابة لن تقصي احد نحن مثلنا مثل كل النقابات المهنية على سبيل المثال نقابة الأطباء تضم كل الوان الطيف السياسي أيضا نقابة الصحفيين فلا علاقة لنا بمن كان ينتمي لحزب النظام البائد ومن ارتكب خطا في حق الدراميين هناك جهات ستحاسبهم وتحقق معهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *