الخرطوم – هبة علي
جددت جمهورية مصر العربية دعوتها لحل الأزمة السودانية عبر مبادرة للتوصل لتسوية سياسية جديدة، طُرحت بواسطة السفير المصري بالخرطوم، هاني صلاح، امس الثلاثاء، على رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان.
و بحسب بيانٍ عن اللقاء الذي جمع البرهان بصلاح في الخرطوم، فإن المبادرة المصرية تأتي في ظل دور مصري معتاد يهدف للحفاظ المصالح السودانية ووحدة واستقرار السودان، وتسهيل كل ما من شأنه الوصول لحوار سوداني سوداني يؤدي في النهاية لتسوية حقيقة ودائمة وشاملة.
ضمان الأمن والاستقرار
وقبل أكثر من أسبوع حل رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ضيفاً على الخرطوم واجرى مباحثات مع البرهان عقب تبليغه رسالة من نظيريه المصري عبد الفتاح السيسي لتعزيز العلاقات بين البلدين ، وعقد كامل ايضا مشاورات منفصلة مع قوى الحرية والتغيير ، المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية ، مقترحا على الطرفين استضافة القاهرة مؤتمرا للقوى السياسية بالبلاد من اجل توحيد مواقفها تجاه قضايا الانتقال وتوسيع القاعدة السياسية من اجل ضمان امن واستقرار السودان، الامر الذي اعتبرته الكتلة الديمقراطية بديلا للتفاق الاطاري بحسب تصريحان نائب رئيس الكتلة د. جبريل ابراهيم،فيما اعتبر المجلس المركزي المبادرة، مجرد دعوة.
للخروج من المأزق
وتعتبر الكتلة الديمقراطية من أشد المرحبين للمبادرة المصرية وأبدت ذلك صراحةً في عدة منابر وحتى بعد تدشين المرحلة النهائية للعملية السياسية قُبيل أيام، حيث قال المسؤول السياسي للكتلة ورئيس حركة جيش تحرير السودان منو أركو مناوي أن الدعوة المصرية المقدمة لكل المكونات السودانية لإزالة التباينات مهمة وسوف تلعب دور في تقريب المواقف وإزالة الخلافات المصطنعة. وأصاف “علينا قبول هذه الدعوة للخروج من المأزق “، وجاء ذلك في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي، عقِب التدشين مباشرة.
فشل وشرعنة للإنقلاب
وفي ذات الإتجاه المعارض للإتفاق الإطاري، يبدو أن المبادرة غير مُرحّبٌ بها، فقد توقّع عضو لجنة إزالة التمكين المجمّدة والقيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي وجدي صالح فشل المبادرة المصرية.
وشدّد على أنّ المبادرة لن تحل الأزمة السياسية مثلها مثل الاتّفاق الإطاري.
وقال وجدي صالح في تصريحاتٍ لصحيفة اليوم التالي الصادرة، اليوم الخميس، إنّ المبادرة لا تختلف عن الاتّفاق الإطاري، وإنّما تريد توسيع المشاركة في العملية السياسية.وأضاف” ستغرق مثله ونحن لا نؤمن بالاتّفاق الإطاري”.
واعتبر صالح أنّ الحل الوحيد لهذه الأزمة تكوين جبهة عريضة لإسقاط الانقلاب.
وحول مشاركتهم في مقترح المبادرة المصرية قال” لم يتمّ تقديم طلب لهم باعتبار أنّهم ضدّ أيّ عملية سياسية غير إنهاء انقلاب 25 أكتوبر.
وأشار إلى أنّ المبادرة المصرية والاتّفاق الإطاري شرعنا الانقلاب.
نوع من الاضطراب
ويرى مراقبون ان مصر تحاول ان تلعب دور ايجابي في الاتفاق بعد انقطاع دام فترة من الزمن بايعاز من الولايات المتحدة، الامر الذي لم يتفق معه المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم ، حيث اكد ان العملية السياسية في البلاد بها عدد من التقاطعات بين اللاعبين الدوليين و دخول مصر في الساحة المحلية احدث نوع من الاضطراب.
واشار سلم بحديثه لـ”النورس نيوز” الى علم جميع السياسيين السودانيين ان مصر ليس لديها مطامع وفقط تسعى لاستتباب الأمن السوداني، وتابع: يهتم المصريين بالأمن السوداني ولذلك هم يسعون لخلق نوع من الاستقرار بجمع الفرقاء السودانيين في القاهرة في سبيل التوصل لاتفاق.
و وصف سلم المبادرة المصرية بالجيدة بيد أنه يوجد اتفاق إطاري قد وقع وتم تدشين المرحلة النهائية للعملية السياسية وستبعه اعلان دستوري.
وأضاف: إذا اردانا ان نكون واقعيين فان الاتفاق الاطاري لن يخلق استقرار بصورة كاملة لعدة اسباب من بينها هنالك جزء كبير من القوى خارجه ورافضة له بصورة كاملة كحركتي مناوي وجبريل والقوى الإسلامية، منوهاً إلى أن الاستقرار يكون بمشاركة الأغلبية ويجب ان يتم ذلك لان الفترة الانتقالية مرحلة تأسيس.
وتوقع سلم ذهاب القوي السياسية والمكون العسكري الي مصر لاكمال الاتفاق.
ليست بديل
أما المحلل السياسي طاهر المعتصم قال لـ”النورس نيوز” لا اعتقد ان المبادرة المصرية ستكون بديلا للاتفاق الاطاري لأن المُعضلة في توسيع قاعدة المشاركة، فالمجلس المركزي لا يريد اغراق العملية السياسية بالقوى غي المؤمنة بالتغيير، إضافةً الى أن هنالك مساعي عبر الوساطات لالحاق حركتي جبريل ومناوي بالاتفاق.