الخرطوم- هبة علي
في خطوة تصعيدية لأجل زيادة الحد الأدنى من الأجور أعلنت لجنة المعلمين إضرابا جديداً يستمر ثلاثة أسابيع ، الأمر الذي اعتبره تربويون مهدداً للعام الدراسي لا سيما وأن الاضراب طال أمده على عدة فترات متقطعة منذ نهاية نوفمبر الماضي، دون أن تكترث الدولة وتضع حلولاً لهذه الأزمة التي اعترفت بها وزارة التربية والتعليم، ويتزامن هذا الإعلان إضراب مفتوح أيضا لأساتذة الجامعات الذي بدأ اليوم..
المدارس والجامعات
وقد أعلنت اليوم لجنة أساتذة الجامعات السودانية (لاجسو) استئناف الإضراب الشامل والمفتوح ابتداءً من اليوم الثلاثاء وحتى تحقيق كل المطالب، دون أي استثناء سوى الامتحانات التي تم إعلان جدولها قبل (2023/1/2)م، وقالت اللجنة انها تحمل جهات الاختصاص تبعات هذا الإضراب وقالت اللجنة في بيانها انها استنفدت كل السبل الممكنة بمخاطبة جهات الاختصاص بالدولة ومتابعتها، وقد تبين أنه لا سبيل غير الإضراب كحق مشروع بناءً على ما سبق، إلى ذلك أكدت لجنة المعلمين السودانيين يوم أمس أنه لا تراجع عن الإضراب حتى يوم 28 من الشهر الحالي، وقالت الناطق الرسمي باسم اللجنة سامية الباقر إن ولاية البحر الأحمر أغلقت المدارس بسبب الإضراب وليس لدينا لقاء وشيك مع وزير المالية باعتبار أنه قال كلمته في الاجتماع الأخير ولم نصل فيه إلى نتيجة تذكر”.
دليل فشل
الناطق الرسمي باسم لجنة المعلمين سامي الباقر قال إنهم ماضون في باستمرار الاضراب حتى تنفيذ مطالبهم، وإن اضطروا إلى الإغلاق الشامل، وتابع: لو أغلقت مدرسة واحدة فهو دليل على فشل الدولة ككل، وأشار الباقر بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن الإضراب حقق بعضا من مطالبه بيد ان المطالب الرئيسية لم تتم الاستجابة لها، مشيراً إلى أن العلاوة التي تحدث عنها وزير التربية والتعليم الحوري هي إحدى المطالب الثمانية.، وأوضح الباقر أن المطالب تضم “زيادة المخصصات للتعليم بنحو 20 في المئة، ورفع الحد الأدنى للأجور للمعلمين من 12 ألف جنيه سوداني شهريا (حوالي 20 دولار) إلى 69 ألف جنيه (حوالي 65 دولار)، ومطالب أخرى تتعلق بالعلاوات وربطها مع الوضع الاقتصادي العام”.
الراتب الأضعف
الخبير التربوي صابر احمد سليمان يذهب في حديثه لـ”النورس نيوز” بالتأكيد على أن استمرار الاضراب سيؤثر سلباً على مستوى تحصيل الطلاب بسبب الانقطاع والعودة مراراً للدراسة، قاطعاً بأن المحصلة النهائية للعام الدراسي ستكون ضعيف، وأشار سليمان إلى وقوع أضرار بليغة على الطلاب من بداية العام الدراسي تتمثل في التأثير السالب على النوايا الضعيفة حيث اتجه عدد من الطلاب إلى سوق العمل كما اتجه بعض المعلمين إلى امتهان مهن أخرى. وأضاف سليمان: من الأضرار التي لحقت بالطلاب أيضا تأخير القويم الدراسي والامتحانات حيث سيجلس بجميع المراحل في وقت واحد وهذا أمر شبه مستحيل بسبب عدم اتساع مراكز الامتحانات للاجلاس في وقت واحد. وتابع: للأسف ليس هنالك حل لمشكلة المعلمين غير الاضراب و(اخر العلاج الكي). و أردف: الإضراب هو الخيار الأوحد للمعلمين لأجل تحقيق مطالبهم، مشيراً إلى أنهم حاولوا عدة مرات وبوسائل أخرى ولكن لم تكن هنالك استجابة.
سليمان سرد معاناة المعلمين الحكوميين الناجمة عن رواتبهم التي قال إنها لا تكفي إلا لعشرة أيام فقط فضلاً عن من يقومون بدفع إيجار المنزل، منوهاً إلى أن المعلمين يضطرون كثيراً للاستدانة لدفع اجرة المواصلات للوصول للمدارس الحكومية. وأضاف: يوجد اتحاد معلمين بالمدراس ولكنه لا يغطي الديون والمنصرفات لأن للمعلمين أسر ومسؤوليات ككافة المواطنين والموظفين بيد انهم يتلقون الراتب الأضعف بين بقية الوظائف.