المبادرة المصرية.. بين الرفض والقبول
الخرطوم – النورس نيوز
أعلنت قوى الحرية والتغيير، أمس، أنها التقت وفداً مصرياً زائر بقيادة رئيس المخابرات العامة المصري، عباس كامل، وقالت في بيان صحفي، إن وفداً من لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بقوى الحرية والتغيير، التقى الوفد المصري الزائر برئاسة رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، أمس الأول الاثنين.
رفض المبادرة
وعقد كامل الذي زار البلاد أمس الأول عدداً من اللقاءات رئيس مجلس السيادة ، عبد الفتاح البرهان، وأطراف “الحرية والتغيير” بهدف الدفع للتوصل لتفاهمات بين القوى السياسية السودانية ، وطرح تبني مصر لحوار (سوداني سوداني) ، الحوار (السوداني السوداني) ظلت تنادي به نداء اهل السودان والكتلة الديمقراطية ، ومكونات اخري ، لكن الامر وجد قبولا من بعض القوي السياسية باعتبار ان الخرطوم والقاهرة دولتين تربطهما مصالح مشتركة ، وما يحدث في السودان تتأثر به مصر ، لذلك سعت الي طرح المبادرة، لكن قوي سياسية اخري رفضت المبادرة منذ الإعلان عنها ، بحجة ان الحوار يجب ان ينبع من قناعة سودانية وان يلتف السياسيون حول مائدة مستديرة بالخرطوم وطرحه مشاكلهم وصولا الي حل مرضي لجميع الأطراف، معتبرين ان رفض المبادرة لا يعني ان العلاقة مع مصر بيست جيدة ، مبدأ الركون الي الاخر في حل الازمة السياسية التي تمر بها البلاد مرفوض .
تجارب فاشلة
الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله أشار في تصريح لـ(النورس نيوز) ان المبادرة ليس فيها خروج عن نهج حشد مجموعة من القوي السياسية بهدف المصالحة مع انقلاب 25اكتوبر وشرعنته واطالة اجله وهذا حل يستعيد تجارب سابقة فاشلة لا يتعظ من تجربة سابقة ، غض النظر عن امراء المبادرة ، وهذا الجهد لا يحقق حل للازمة الانقلابية ، مشيرا الي ان حزبه اكد سابقا بان الجهود الإقليمية والدولية تريد حشد أوسع اطار من القوي السياسية والاجتماعية التي تتوافق معه وفي اطاره تصبح الحرية والتغيير شمار في مرقة ،وقال لا نري حل يعبر عن الإرادة الديمقراطية وحل اسقاط الديكتاتوريات لإنهاء الانقلاب وتشكيل أوسع جبهة من قوي الثورة ،وأضاف ان الاطراف التي تتدخل باسم الوساطة او التسيير اذا منظمات إقليمية او دولية او أمريكا او الرباعية تقدم مصالحها علي مصبحة الشعب السوداني ورؤيتها علي حساب الشعب السوداني .
مصلحة البلاد
الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي ظلت تردد ان الاتفاق الاطاري الذي تم التوقيع عليه في 2 ديسمبر مقلق علي القوي الموقعة ، ويمكن ان تنضم حركتا العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم ، وحركة تحرير السودان برئاسة مني اركو مناوي ، ولا يشمل بقية الكتلة الديمقراطية ، لذلك رفضت المبادرة المصرية ، فيما اشارت تقارير الي ان الحوار مع مناوي وجبريل قطع شوطا بعيدا ، للانضمام الي الاتفاق الاطاري ، ولديهم بعض الاشتراطات التي وضعوها امام منضدة الحرية والتغيير المجلس المركزي وهي ضرورة تعديل الاتفاق وتضمين ملاحظاتهم .
المحلل السياسي عبدالله أحمد أشار في تصريح لـ(النورس نيوز) الي ان توسيع قاعدة المشاركين للاتفاق الاطاري يجعل فرصة نجاحة اكبر ، لكن كلما كان مغلق علي مجموعة محددة فانه يجد النقد والرفض ، وهذا الامر ليس من مصلحة البلاد ككل ، لان الوقت الان البحث عن حل للازمة وليس انتصار للذات كما تريد مجموعة المجلس المركزي، لافتا الي ان مجموعة المجلس المركزي تستقوي بالمجتمع الدولي وتعمل علي وجود دعم وسند خارجي ، ويعتقد انه الوحيد الذي يمسك مفاتيح الحل وهذا الامر غير صحيح ، وتساءل مالذي يجعل الحرية والتغيير تقبل بحزب المؤتمر الشعبي وانصار السنة وجزء من الحزب الاتحادي في الاتفاق الاطاري رغم انهم كانوا مع النظام السابق حتي سقوطه؟ وترفض وجود مكونات اخري ؟
التعاون والتعاضد
الحرية والتغيير اشارت الي ان الاجتماع عمق العلاقات الشعبية بين البلدين، وضرورة العمل على تعزيزها وتطويرها بما يحقق المصالح العليا للبلدين على قاعدة من التعاون والتعاضد المشترك، كما أكد الجانب المصري، وفقًا للبيان، حرصه على إنجاح العملية السياسية في السودان التي يقودها ويمتلكها السودانيون ، واستعدادهم لعمل كل ما هو ممكن لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية.