“أبو عمامة ” المشروع الإماراتي… صراع الموانئ
الخرطوم – رفقة عبدالله
* وزارة المالية: ليس هنالك غموض حول صفقة ميناء أبو عمامة
* الجبهة الشعبية: المشروع الإماراتي سيضعف الموانئ المحلية وهي بحالة جيدة
* أستاذ علاقات دولية: ميناء أبو عمامة يخلق منافسة داخلية بين الموانئ المحلية ويحفزها على الارتقاء بخدماتها
* المجلس الاستشاري لشرق السودان يقرر ووقف التنفيذ حتى تكوين لجنة مختصة
* جعفر خضر: أبو عمامة بوابة لنهب ذهب السودان إلى الإمارات
على بعد 200 كيلومتر شمال بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، يقع مقترح إنشاء ميناء “أبو عمامة” وهو حالياً قاعدة للقوات البحرية التي تقرر نقلها لمنطقة “شنعاب” على بعد 5 كيلو مترات توطئة ليتحول المكان للاستثمار الإماراتي، كما أن المنطقة المراد تطويرها قريبة من محمية “دونقاب” الطبيعية ذائعة الصيت، بتكلفة يبلغ قدرها (6) مليارات دولار لبناء ميناء أبو عمامة على ساحل البحر الأحمر.
العرض مقدم من وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وهيئة موانئ أبوظبي ورجل الأعمال أسامة داوود لتطوير وتشغيل وإدارة الميناء وإنشاء مشاريع زراعية وصناعية وطرق برية إلا أن هذه الصفقة تركت جدلاً واسعاً في الساحة.
تحقيق: رفقة عبدالله
وجدت هذه الصفقة رفضاً واسعاً من قبل أهالي شرق السودان، باعتبار أن هذا المقترح سيضعف من الموانئ المحلية ويحدث ركوداً فيها، وآخرون يقولون إن هنالك غموض حول هذه الصفقة خصوصاً أنها لم تأتِ في ظل حكومة منتخبة.
وفي هذا السياق يقول الأمين السياسي للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة جعفر محمد الحسن لـ(اليوم التالي) إن هذا المقترح جاء في ظل حكومة غير شرعية وليست من صلاحياتها الموافقة على مثل هذه المشاريع، لافتاً الى أن هذا الميناء سيؤثر على الموانئ المحلية، وأكد أن الموانئ المحلية بحالة جيدة تسمح لها بالعمل وليس صحيحاً ما يقال عنها إنها تعاني من بعض المشاكل، وأن ميناء سواكن يعمل بحالة جيدة، وتساءل: هل ستكون هنالك خدمات حقيقية لأهالي المنطقة أم لا .
* خلق تنافس إقليمي
يرى أستاذ العلاقات الدولية نور عباس أن إنشاء ميناء أبوعمامة على ساحل البحر الأحمر ليس بالضرورة أن يكون خصماً على الموانئ القائمة، وإنما يخلق منافسة داخلية بين الموانئ المحلية ويحفزها على الارتقاء بخدماتها ويمكن أن ينافس الميناء الإماراتي الجديد المقترح الموانئ الإقليمية، ما يحقق عائداً وقيمة مضافة للاقتصاد السوداني ويسهم في النهوض التنموي من خلال ربط الميناء بالطرق البرية والجوية وإيجاد فرص عمل للمجتمعات المحلية وينشئ صناعات مرتبطة بالميناء أو صناعات أخرى ومناطق حرة”. وقال عباس في تصريح لـ(اليوم التالي) إن ضعف البنى التحتية بالسودان يجبر الشركات المستثمرة على اللجوء لخيار إنشاء وتشغيل منافذ التصدير وربطها بمناطق الإنتاج.
* بوابة لنهب الذهب
يقول عضو تحالف القوى المدنية بشرق السودان الرافضة لتشييد ميناء أبوعمامة جعفر خضر لـ(اليوم التالي) إن هذا الميناء بوابة جديدة لنهب كميات كبيرة من الذهب من السودان عبر هذا الميناء، وأشار إلى أن ميناء أبو عمامة سيكون خصماً على ميناء بورتسودان وأن المخطط الذي رسمته الإمارات أن أبو عمامة يكون المنفذ الوحيد أو بوابة تدخل عبرها الموارد، لافتاً الى أن الإمارات كانت تسعى للسيطرة على ميناء بورتسودان، لكنها فشلت، واعتبر جعفر أن إنشاء هذا الميناء تفريط في سيادة الدولة، وقال إن الحكومة الحالية غير شرعية ولا يحق لها الموافقة على المشروع.
ونوه إلى أن الحكومة لم تنشر أي معلومات عن هذا المشروع غير التوقيع وهذا يدل على سرية الصفقة والشبهات التي تدور حولها.
وتوقع عدم اكتمال هذا المشروع بسبب الرفض الكبير الذي يواجه هذه الصفقة، وأضاف أن أسامة داوود وغيره من الشركاء عبارة عن وسطاء لا غير من أجل قيام هذا المشروع، مشيراً إلى أن الإمارات ساهمت كثيراً في انقلاب 25 أكتوبر من أجل مصالحها الشخصية وإذا كان الذهب يهرب عبر المطار فإن إنشاء هذا المشروع سيكون البوابة الأولى للتهريب وبكميات ضخمة جداً دون رقابة باعتبار أن الميناء إماراتي.
وأوضح أن هنالك تخالف تم، ووقع عليه أكثر من 30 قوى مدنية سمي بتحالف القوى المدنية بالشرق السودان رافضه لإنشاء المشروع الإماراتي أبو عمامة وسيقاوم هذا المقترح بكل الطرق السلمية الممكنة وغير الممكنة حتى إيقاف هذا المشروع .
* إغلاق الباب
وزير المالية جبريل إبراهيم أغلق الباب أمام أي تكهنات برفض حكومته للعرض، بإشارته في آخر تصريح إلى تشكيل رئيس مجلس السيادة للجنة خاصة من الوزراء والجمارك والجيش والولاة وجهات أخرى لدراسة العرض الإماراتي بشكل جدي، وأوضح جبريل أن المشروع الإماراتي يضم إضافة للميناء مشاريع أخرى، كبناء منطقة صناعية ومنطقة سياحية ومشروع زراعي بمنطقة أبو حمد بمساحة 500 ألف فدان، وتشييد طريق للربط بين الميناء والمشروع الزراعي.
* توفير فرص
كما يهدف المشروع إلى توفير أكثر من 300 ألف وظيفة لمختلف الفئات الشابة بالسودان، وخاصة أبناء المنطقة، الأمر الذي سيقلل من معدلات البطالة.
بموجب الاتفاق الموقع، فإن الإمارات ستبني الميناء في إطار حزمة استثمارية تبلغ قيمتها (6) مليارات دولار، وتشمل منطقة تجارة حرة، ومشروعاً زراعياً كبيراً، ووديعة بقيمة 300 مليون دولار لبنك السودان المركزي، حسبما صرّح أسامة داوود (الشريك الرئيس للاتفاق) لوكالة رويترز.
* فرصة ذهبية
وصف المستشار الاقتصادي لوزير المالية بشارة سليمان والقيادي بحركة العدل والمساواة، التوقيع المبدئي لتطوير ميناء (أبو عمامة) على ساحل البحر الأحمر بأنها فرصة ذهبية لتحقيق مصلحة البلاد ويجب استغلالها بشكل أمثل، وقال سليمان في تصريح لـ(اليوم التالي) (إن ما يقال عن غموض صفقة أبو عمامة كلام غير صحيح)، وأشار إلى أن فلسفة وزير المالية تتفق مع كل جهة تريد الاستثمار لخلق فرص عمل للشباب وتطوير البلاد، واعتبر أن الميناء مشروع كبير وفرصة تحقق مصلحة البلاد والإقليم، وقال: “إن السودان يحتاج إلى منافذ جديدة”
اليوم التالي