النورس نيوز _ وكالات عالمية
عرفت بأدوارها القاسية والشريرة، برعت في دور الحماة المتسلطة، لها جبروت طبيعي في تمثيلها أدوار الأم، بدأت مشوارها الفني في المسرح فتنقلت بين الفرق المسرحية، عزيز عيد وسلامة حجازي وجورج أبيض، حتى انضمت إلى فرقة رمسيس وقدمت أروع أدوارها مع الفنان يوسف وهبي، لقبت برائدة المسرح العربي، وأشهر من قدمت أدوار الأرستقراطية الشريرة علوية جميل التي رحلت عام 1994.
في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر 1910 ولدت عملاقة المسرح الياصبات خليل مجدلاني ـ الشهيرة بـ علوية جميل ـ من أصل لبناني هاجر أهلها إلى مصر، بقرية طماي الزهايرة السنبلاوين محافظة الدقهلية، وهي نفس القرية التي ولدت فيها سيدة الغناء أم كلثوم حيث ربطتها بها صداقة طويلة فيما بعد، واختار لها يوسف وهبي اسم شهرتها علوية جميل، وقدمها في مسرحيات فرقته عام 1925 وقدمت معه مسرحية: كرسي الاعتراف وكان عمرها 15 عامًا.
ثم قدمت مسرحيات: راسبوتين مع يوسف وهبي وأمينة رزق، توسكا مع فاطمة رشدي، الطلاق، الكونت دي مونت كريستو، الوطن، راسبوتين، النائب المحترم، دم ملوث، رجل الساعة، حب عظيم، هكذا الدنيا وغيرها.
يوم سعيد
وفي عام 1940 قدم المخرج محمد كريم الممثلة علوية جميل في السينما، فقدمت أول أفلامها “يوم سعيد” مع الفنان محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وبعد عام قدمت فيلم “انتصار الشباب” مع فريد الأطرش وأسمهان، ثم تلتها بأكثر من خمسين فيلما منها: أولاد الفقراء، وحيدة، سيف الجلاد، ابن الحداد، الجيل الجديد، الحياة كفاح، كازينو اللطافة، الخير، القصر الملعون، التلميذة، والشر، الملاك الأبيض، ليلى بنت الأغنياء مع ليلى مراد وأنور وجدي، زهرة السوق، قتلت ولدي، قدم الخير، العقل في إجازة مع محمد فوزي، الأب مع شريفة فاضل، الأم القاتلة، الحبيب المجهول، وكان آخر أفلامها قبل الرحيل عام 1994 “سجين الليل”.
كما قدمت عملًا تليفزيونيًّا فريدًا هو “القط الأسود” عن قصة إبراهيم عبد القادر المازني قاسمها البطولة زوجها محمود المليجي ومديحة سالم وعمر الحريري وأخرجه عادل صادق.
زواج محمود المليجي
تزوجت الفنان محمود المليجي زيجة ثانية لها عام 1931، حيث تعرفت عليه أثناء عملها بالفرقة القومية، وأطلق عليها لقب المرأة الحديدية ومن تسلطها أنها عندما علمت بزواج زوجها الفنان محمود المليجي من الممثلة الناشئة فوزية الأنصاري سرًّا أجبرته على طلاق العروس الجديدة في ثالث يوم لزواجهما واستردت زوجها وعاشت معه بعد ذلك أربعين عامًا دون إنجاب أولاد، أما زيجتها السابقة فقد نتج عنها ابنها إيزيس ومحمد.
عمل ابنها ضابطًا بحريًّا على أحد المراكب في البحر المتوسط، وأثناء نهاية الحرب العالمية الثانية غرقت المركب وعليها طاقمها وفقدت علوية جميل ابنها، ولم تعلم بالخبر إلا من الصحف قبل طلوعها على المسرح، إلا أنها وبكل شجاعة صعدت على المسرح وقدمت دورها باقتدار والدموع تنهمر من عينيها وكانت تلك الليلة من أكثر الليالي التي نالت فيها تصفيق الجمهور.
حزن حتى الموت
اعتزلت علوية جميل الفن بعد النكسة عام 1967، وأصيبت بالحزن الشديد عند رحيل الزوج محمود المليجي فاعتزلت الحياة العامة وعاشت حزينة حتى رحلت.
وتحكي الكاتبة الصحفية سناء البيسي في إحدى افتتاحيات مجلة نص الدنيا أن علوية كانت شديدة الغيرة على زوجها محمود المليجي، أما هو فكان يعتبرها في مقام والدته وكان ينصاع لأوامرها.