لقاء البرهان والرئيس الصيني.. هل يثير مخاوف واشنطن؟
لقاء البرهان والرئيس الصيني.. هل يثير مخاوف واشنطن؟
الخرطوم – نبيل صالح
يبدو أن السودان قد يشهد صراعا جديدا… ولكن هذه المرة صراع دولي على موارده ، صراع طرفيه بكين وواشنطن ، وطرف ثالث وهي روسيا التي تصارع منذ سنوات لايجاد موطئ قدم في بوابة افريقيا للتغلغل الى العمق الافريقي.
مخاوف واشنطن
وحذر مسؤول امريكي الخرطوم من التعامل مع الصين عقب لقاء البرهان بالرئيس الصيني تشي في الرياض واعرب مسؤول رفيع في البنتاغون حسب تقارير صحفية قلق وزارة الدفاع الاميكية من طموحات الصين في افريقيا، محذرا السودان من عقد صفقات مع دول مثل روسيا وشدد المسؤول الامريكي عى ان انخراط بعض الدول الافريقية بأنشطة مع منافسين استراتيجين لواشنطن في مجال الاتصالات على سبيل المثال قد يحد من مشاركة معلومات حساسة مع هذه الدول، وقال ان البنتاغون تسعى لتوفير البدائل للشركاء الصينين.
ويرى مراقبون ان التحذير الامريكي للسودان والدول الافريقية بعد شعورها بالخطر الصيني علي استراتيجيتها في افريقيا عموما وفي السودان بصفة خاصة.
الحرب الباردة
ويقول الخبير الدبلوماسي د. علي يوسف ان صراع بكين وواشنطن ليس جديدا ولكن الجديد ان السودان سيكون طرفا في هذا الصراع، واضاف يوسف في حديثه لـ(النورس نيوز) ان الولايات المتحدة وجدت نفسها خارج افريقيا ولهذا تسعى بكل قوة للعودة اليها عبر السودان الذي يعد البوابة الرئيسية لذلك، مشيرا الي ان الاهتمام الامريكي بالشأن السوداني يأتي من اطار هذا الصراع، بيد ان الصين لن تلعب بذات الاستراتيجية الامريكية التي تعتمد علي العصا والجزرة، واكد علي ان المنافسة ستكون لصالح السودان اذا ابدت الحكومة الجديدة جديتها في العمل لمصلحة السودان وانتهجت المساواة في التعامل مع الكل وعدم الجنوح للانحياز لمعسكر على حساب معسكر آخر.
عودة التنين
ووعد الرئيس الصيني شي جين بينغ البرهان ببحث بكين قضية ديون الصين على السودان باعتباره عضوا فاعلا في منتدى التعاون الصيني – العربي – الافريقي وقال شي لدى لقائه بالبرهان في الرياض ان الصين تقدر امكانيات السودان في مجالات النفط والزراعة والتعدين والبنى التحتية.
تراجع بكين
وبعد انفصال جنوب السودان تراجع اهتمام الصين بالسودان، ويممت بكين شطرها صوب جوبا، حيث كان الجزء الاكبر من الاستثمار الصيني في السودان في قطاع النفط الذي ذهب مع جنوب السودان عقب اعلان استقلاله في 2009م، وانزوى التنين عن اي دور في المشهد السوداني عقب سقوط نظام الانقاذ، بينما كان لواشنطن الدور الاكبر في هندسة المشهد السوداني ربما خوفا من عودة الصين واطماع روسيا في البحر الاحمر وافريقيا، وظهر صراع موسكو وواشنطن على اشده عقب زيارة نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو وما رشح عن دعم السودان لروسيا في حربها ضد اوكرانيا، وحذر مسؤولون امريكيون من سماح العساكر لروسيا في السيطرة على البحر الاحمر او عقد اية صفقات في اطار التعاون بينهما، ونشطت واشنطن في الشأن السوداني ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في اطار هذا الصراع، واتهمت مجموعات سودانية واشنطن بصياغة دستور المحاميين والضغط علي المكون العسكري لابرام الاتفاق الاطاري تمهيدا لتكوين حكومة مدنية تمسك واشنطن بخيوطها.
بوابة افريقيا
ومنذ الربع الثالث من القرن الماضي لم يعد لامريكا وجود فعلي في القرن الافريقي وغرب افريقيا الا لماما، ولم يكن السودان يومه مصدر اهتمام واشنطن، بيد ان التنين الاسيوي انتهز انشغال واشنطن بحروب الشرق الاوسط والمقاطعة والعقوبات الامريكية على السودان وتمكن من الدخول الي الخرطوم التي مهدت له الطريق للتغلغل في العمق الافريقي.