“الساحر المغربي” من طفولة قاسية وإدمان مخدرات إلى أفضل صانع ألعاب عربي

الخرطوم : النورس نيوز

لاعب كرة قدم مغربي، ولد في هولندا عام 1993، واختار اللعب لأسود الأطلس. مات والده في سن مبكرة وعانى في طفولته، قبل أن يجد طريقه إلى التألق بعد استماتة أمه ونصيحة ومساعدة أول مدرب له.

لعب حكيم زياش -الذي يلقب بـ”الساحر المغربي”- الكرة في الشوارع، واكتشف هناك موهبته مبكرا. ثم بدأ مسيرته الرياضية عام 2001 من خلال “نادي ريال درونتن” الهولندي. وتدرج في العديد من الفرق هناك، حتى انتقل إلى “أياكس أمستردام” عام 2016، ثم “تشلسي” الإنجليزي الذي يلعب في صفوفه منذ يوليو/تموز 2020.

عاش ابن 29 عاما طفولة قاسية بعد وفاة والده، واتجه في فترة المراهقة إلى إدمان المخدرات. ثم تجاوز أزمات عصيبة في حياته، وأصبح نجما، وواحدا من أحسن اللاعبين في مركزه في أوروبا.

لقب صاحب القدم اليسرى المميزة، بـ”الجوهرة المغربية”، وصنف أفضل صانع ألعاب عربي، لكنه قال “لست النجم الأكبر، أنا فقط أقوم بعملي داخل الملعب وأحاول القيام بالأفضل من أجل بلدي”.

ليس لدى عاشق “السباكيتي” من طقوس قبل المباريات، فقط يرتدي سدادات الأذن لينعم بالهدوء. وعند عزف النشيد الوطني المغربي، “ينظر للأسفل، ويحاول أن يكون مركزا ويستشعر تلك الصرخات الآتية من الجمهور”، حسب ما جاء في أحد تصريحاته.

وبعد الأزمات التي عاشها، يعد مونديال قطر النافذة التي اقتحم بها “زياش” المشهد الكروي من جديد. وذلك بعد أن لفت الأنظار في “الدوحة” بلعبه القتالي، وبتمريراته المتقنة والحاسمة.

الولادة والنشأة

ولد حكيم زياش وسط عائلة فقيرة، في 19 مارس/آذار 1993 ببلدة “درونتن” في هولندا. وكان أصغر أشقائه التسعة من أبوين مغربيَّين، ينحدران من بلدة “تافوغالت” نواحي مدينة بركان شرق المغرب، وكانا قد هاجرا إلى هولندا عام 1967، بحثا عن ظروف عيش أفضل.

يحمل “زياش” الجنسية الهولندية والمغربية، كما يتحدث اللغة العربية والفرنسية والهولندية والإنجليزية. ويعرف بالقليل من الاهتمامات والهوايات إحداها لعب “البلياردو”، ومن المعروف عنه أنه يهرع إلى النوم كلما شعر بالحاجة إلى التخلص من التوتر.

كما يقدر كثيرا أن أخته هي أكبر مشجع له في عائلته، ويدين بالفضل لوالدته التي وقف حين فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الهولندي، وسط قاعة الحفل، وقال عنها “هذه أمي، هي البطل الحقيقي، ولست أنا.. هي كل شيء بالنسبة لي، ولولاها لما وقفت اليوم أمامكم، إذن حيوها أرجوكم لأنها من قادتني إلى هنا لأقف أمامكم”.
طفولة قاسية وإدمان

في العاشرة من عمره تعرض حكيم زياش لأزمة نفسية، بعد وفاة والده محمد زياش بسبب مرض التصلب اللويحي في 23 ديسمبر/كانون الأول 2003. وحكى عن تلك اللحظة قائلا “كنت أرغب في البقاء معه ولم أذهب للفراش حتى منتصف الليل”، و”بعد ساعات قليلة استيقظت وسمعت عائلتي تبكي وذهبت إلى الطابق السفلي، حيث كان أبي ميتا”.

كانت والدته تقاوم لإعالة الأسرة بالإعانات العائلية ومنحة البطالة. وتواصلت معاناتهم عندما سجن اثنان من أشقائه بتهمة السرقة والاعتداء. وبينما كان حكيم هو أمل العائلة، انعكس تأثره بالوفاة المبكرة لوالده على سلوكه سلبا، حيث تعثر في دراسته، وتوقف عن ممارسة رياضة كرة القدم في سن الـ12، كما أصبح عدوانيا ومدمنا على المخدرات والخمر بشكل كاد يدمر حياته، وينهي مسيرته الكروية مبكرا.

وكان النجم المغربي ومدربه السابق “عزيز دوفيكار”، هو من نجح في انتشاله من الإدمان، ويعتبره حكيم زياش مثل الأب البديل له، وأرجع لتلك المعاناة الفضل فيما وصل إليه الآن.

Exit mobile version