النورس نيوز _ وكالات عالمية
كاتبة ومفكرة وباحثة إسلامية، بدأت عائشة عبد الرحمن ـ رحلت في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر كفاحها ونضالها منذ طفولتها، عندما رفض والدها خروجها من المنزل وذهابها للمدرسة للتعليم، وذلك وفقا لتقاليد العائلة التي تعيب على البنت الخروج من منزلها، لكنها أصرت على التعليم وحاربت من أجل ذلك بمساعدة والدتها وجدها لوالدتها حتى أكملت تعليمها في المنزل وتفوقت على قريناتها رغم اعتمادها على نفسها في المذاكرة.
ناضلت بنت الشاطئ ونادت بحقوق المرأة وهى أول امرأة تلقى محاضراتها في جامعة الأزهر وكانت محاضراتها كأستاذ في اللغة العربية وآدابها في العديد من الجامعات منها الإمارات وبيروت والجزائر والرياض والخرطوم.
تربية إسلامية
ولدت عائشة محمد على عبد الرحمن، التي اشتهرت فيما بعد باسم بنت الشاطئ في 1912 بدمياط، لأسرة محافظة متوسطة الحال وكان والدها عالمًا من علماء الأزهر كذلك كان جدها عالمًا في الأزهر وواحدًا من رواده، فتفتحت مداركها منذ الصغر على العلم كما تربت تربية إسلامية أسهمت كثيرًا في رحلتها العلمية.
حفظ القرآن
بدأت عائشة عبد الرحمن مشوارها العلمى من كتاب القرية فحفظت القرآن وحصلت على شهادة المعلمات وشهادة الكفاءة عام 1931 ومنها إلى كلية الآداب قسم اللغة العربية، والماجستير مع مرتبة الشرف، ثم الدكتوراة عام 1950، وأشرف على رسالتها الدكتور طه حسين حول رسالة الغفران لأبى العلاء المعري.
جمعت بين دراسة كل من العلوم الإسلامية وعلوم اللغة العربية، فتبوأت العديد من المناصب العلمية المتميزة نذكر من المهام العملية التي أسندت إليها عملها كأستاذة للأدب في عدد من الجامعات المصرية والعربية، مثل عملها كأستاذ للغة العربية بجامعة عين شمس بمصر، وأستاذ للتفسير، والدراسات العليا بكلية الشريعة جامعة القرويين بالمغرب حيث ظلت هناك قرابة العشرين عامًا، وأستاذ زائر لكل من جامعات أم درمان والخرطوم والجزائر وبيروت والإمارات، وكلية التربية للبنات بالرياض في الفترة ما بين 1975 – 1983.
اتجهت الى الكتابة في الصحف موازاة مع عملها بالتدريس، فأصبحت ثانى امرأة تكتب في الصحافة بعد الأنسة مي زيادة وكانت توقع مقالاتها باسم ” بنت الشاطئ” حبا في شواطئ دمياط التي تربت عليها.
تزوجت أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير وكان أستاذها في الجامعة، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وواصلت مسيرتها العلمية حتى نالت الدكتوراة عام 1950.
تركت بنت الشاطئ وراءها أكثر من أربعين كتابا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، ومن أشهر مؤلفاتها: التفسير البياني للقرآن الكريم، القرآن وقضايا الإنسان، تراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها “نص رسالة الغفران للمعري، الخنساء الشاعرة العربية الأولى، مقدمة في المنهج وقيم جديدة للأدب العربي،
رواية على الجسر
كما كتبت الدكتورة عائشة عبد الرحمن سيرتها الذاتية في رواية بعنوان “على الجسر.. سيرة ذاتية” بأسلوبها الأدبي، وكتاب “بطلة كربلاء”، وهو عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، سكينة بنت الحسين، مع المصطفى، مقال في الإنسان، نساء النبي، أم الرسول محمد..آمنة بنت وهب، أعداء البشر، أرض المعجزات ورحلة في جزيرة العرب.
حصلت الدكتورة عائشة عبد الرحمن على العديد من الجوائز كما حظيت بالتكريم في عدد من المناسبات، فنالت وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1973 من مصر، وجائزة مجمع اللغة العربية لتحقيق النصوص 1950، وأخرى في القصة القصيرة عام 1953، الجائزة الأولى في الدراسات الاجتماعية والريف المصري 1956، وحصلت في المغرب على وسام الكفاءة الفكرية عام 1967، جائزة الدولة التقديرية 1978، جائزة الآداب من الكويت 1988، كما حصلت على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1994، كما تم إطلاق اسمها على الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في عدد من الدول العربية.
مقالات اسبوعية
كما شاركت الدكتورة عائشة في العديد من المؤتمرات الدولية وقامت بعدد من التحقيقات العلمية، بالإضافة لإشرافها على إعداد عدد كبير من الرسائل العلمية وناقشت الكثير منها طوال مدة عملها الأكاديمي، قامت أيضًا بنشر العديد من المقالات وكانت البداية في مجلة النهضة النسائية وكانت حينها في الثامنة عشر من عمرها، ثم بدأت تكتب سلسلة من المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام واستمرت تكتب به لفترة كبيرة وكانت آخر مقالاتها في نوفمبر 1998.