تقرير اخباري- النورس نيوز
دعم العسكريين للثوار وتأكيدهم على الوقوف معهم ليس بالأمر الجديد ولكن استهجان جانب منهم على الاحترازات الأمنية التي تتخذها السلطات العسكرية من جانب نائب رئيس مجلس السيادة تبدو سابقة و جديدة من نوعها، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً عن مدى اتفاق المكون العسكري مع بعضه البعض وهل ثمة شقة بينهم؟
ماذا قال حميدتي؟
نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قال امس إنه يدعم التسوية السياسية في البلاد لأنها الحل للأزمة، لكنه ضد إعادة السودان إلى ما قبل 2018.
و ذكر حميدتي في كلمة بختام فعاليات ملتقى الإدارات الأهلية للتعايش السلمي بولايتي جنوب وغرب كردفان انهم مع التغيير ومطالب الشباب المحتجين في الشوارع وإن كانوا (بنبذوننا) ، وأضاف قائلاً: (ما تقولوا مافي سياسة، الناس من يوم 25 أكتوبر بيجازفوا ويموتوا يومياً ليل ونهار عشان يصلوا القصر الجمهوري ده، ليه ما وصلوه؟ وفي ناس فتحوا ليهم الكوبري ووصلوا القصر الجمهوري، الفتحوا ليهم منو؟، وللا المتظاهرين خيار وفقوس!)
ورأى حميدتي أن “مطالب المحتجين مشروعة، لكن الأفضل من الاحتجاج هو الوصول إلى حل بالتسوية بين الجميع ونشر العدالة والمساواة بين جميع مكونات المجتمع السوداني.
حقيقة الانقسام
واعتبر البعض حديث حميدتي يصب في إتجاه الأنباء المُسربة بتحالفه سراً مع الحرية والتغيير المجلس المركزي، وتحالف رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس الحزب الإتحادي الأصل السيد محمد عثمان الميرغني، حيث يرون أن المكون العسكري منقسم إلى تحالفين.
وعلى النقيض تماماً يرى المحلل السياسي د. الحاج حمد في حديثه لـ(النورس نيوز) أن المكون العسكري غير منقسم ومتحد.
وأشار حمد إلى أن حميدتي يتقلد منصب نائب رئيس مجلس السيادة وجزء من المكون العسكري ولا تتم اي اجراءات احترازية الا بعلمه،مشدداً على أن التباينات في تصريحات العسكريين لاتعني بالضرورة انهم غير متفقين.
وقطع حمد بأن حديث حميدتي جزء من سياسية الالهاء وأنه لا توجد اي خلافات بين العسكريين.
وأوضح أن حميدتي جزء من التحالف العالمي لمكافحة الارهاب في القرن الافريقي بالتعاون مع الاجهزة الامنية، وجزءأً أيضا من برنامج مكافحة الهجرة غير الشرعية، ويعمل جنباً إلى جنب مع العسكريين ومع تحالفات دولية مصلحتها في بقاء المنظومة الأمنية بالبلاد كما هي.
واستبعد حمد ان تكون هنالك تسوية قادمة لأن الاتفاق تم على قضايا لم يكن هناك خلاف عليها وتم تأجيل الخلاف للمرحلة الثانية التي جزم بأنها لن تأتي.
مناحي أخرى
ومن ناحية أخرى يرى خبراء عسكريين أن الفريق أول حميدتي لم يكن يقصد الثوار في حديثه عن إغلاق الجسور والوصول للقصر، ويقصد مواكب طابعها قبلي وقد تحدث أمام الإدارات الأهلية ليُبين لهم هذه الجزئية.
ويشدد الخبراء على أن موقف العسكريين تجاه الحل السياسي للأزمة الحالية موقف موحد بديل ملاحظاتهم على دستور نقابة المحامين التي تقدموا بها للالية الثلاثية و وصولهم إلى اتفاق إطاري، منوهين أن الخلاف بين العسكريين يأخذ مناحي أخرى بعيدة عما يحدث في الساحة السياسية.