بعد عودته الميرغني.. حلٌ للأزمة أم إرباكٌ للمشهد؟
تقرير اخباري: النورس نيوز
وطأت قدميّ الزعيم الديني والسياسي رئيس الحزب الإتحادي الأصل محمد عثمان الميرغني، أرض البلاد بعد غيابٍ قارب العقد من الزمان، قادماً من منفاه الاختياري بجمهورية مصر العربية، وسط استقبال حاشد من مريدي الطريقة الختمية واتباع طائفته من جميع ولايات السودان سيما الشرق،وتأتي العودة وسط توقعات الكثيرين بأن تساهم في حل أزمة البلاد، فيما يرى آخرون أن العودة مناورة سياسية لارباك المشهد الذي يقترب من الحل..
أحداث دراماتيكية
شهدت عودة رئيس الميرغني مساء امس أحداثا دراماتيكية بمطار الخرطوم. وبحسب (الصيحة) تم رصد اشتباكات على خلفية منع السلطات الحسن الميرغني من الاقتراب من الطائرة لاستقبال والده. ورفض محمد عثمان الميرغني استقبال نجله الحسن له، ورهن نزوله من الطائرة بمغادرة الحسن للمطار بجانب إزالة كل المظاهر العسكرية من استقباله، واضطر الحسن إلى مغادرة المطار برفقة ابراهيم الميرغني.فيما خرج الميرغني من الطائرة بعد الاستجابة لطلبه، ولوح الميرغني لانصاره ومن ثم غادر إلى دار أبوجلابية، وبحسب بيان صدر من مكتب نائب رئيس الحزب الحسن ، اتطلعت عليه (النورس نيوز) تمت ادانه الاعتداء الذي تعرض له من الجهات التي تولت تنظيم الاستقبال و وصف ماحدث بالتدخل السافر في شئون الاسرة.
انقسام حاد
و تأتي عودة الاب الميرغني وسط انقسام حاد في حزبه (الاتحادي الديمقراطي)، يقوده نجلاه، محمد الحسن، وجعفر، اللذان يقودان تيارين داخل الحزب متناقضين بشأن موقفيهما من الأزمة السياسية في السودان، فالحسن كان قد وقع على الاعلان السياسي لقوى الحرية والتغيير_المجلس المركزي، وعلى وثيقة دستور تسييرية المحامين ، في الوقت الذي يرفض فيه الاب التوقيع عبر ابنه جعفر المكلف لانهاء حالة الانقسام ،فضلا عن انباء مسربة تؤكد ابرام صفقة بين رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان والاب الميرغني لمواجهة تحالف الحرية والتغيير .
وحدة وهدم
و وجدت عودة الميرغني ترحيب واستقبال لافت من كوادر محسوبة على حزب المؤتمر الوطني المحلول ، الذي اصدر بدوره بيانا بعد وصول الميرغني قال فيه: أنّ عودة الميرغني هي بداية لتوحيـد الجُهُود من كل القوى الوطنية لحماية سيادة البلاد ووحدة وإجماع الكلمة وتأسيس كتلة المستقبـل الوطني المُرتكز على دعائم التماسُك ونبذ كل ألوان العصبية السياسية والدينية والجهوية، وعلى النقيض ايضا وجدت العودة هجوما من قوى محسوبة على الثورة وتحالفاتها السياسية حيث اشتعل (التايم لاين) في الفيسبوك بالعودة والسخرية منها واعتبارها معول لهدم الحلول السياسية والاستقرار بالبلاد بايعاز من اطراف خارجية ومحلية.
إخراج الوطن
(للمشاركة في اخراج الوطن من ازمته) هكذا وصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عثمان ميرغني، عودة الميرغني للبلاد،عبر تدوينة له في الفيسبوك، كحال كثيرين منهم شخصيات عامة واخرون يمثلون تكتلات سياسية كنداء اهل السودان وقوى التحالف الوطني حيث يعتبر الحزب وعبر نجل الميرغني جعفر موقعا على ميثاق التوافق الوطني اي الجهة الاخرى المناوئة لتحالف المجلس المركزي.
لتنفيذ أجندة
المحلل السياسي محمد لطيف جزم بأن عودة الميرغني لن تغير شيء في المشهد السياسي الحالي لا بالارباك أو الحل، لافتاً إلى أن موقف الميرغني الأخير وعودته أثرا على الخلافات الدائرة بالحزب وانتهى تأثيره بانحيازه لمجموعة دون اخرى او هكذا يصور البعض، وأضاف لطيف بحديثه لـ(النورس نيوز) : لن يؤثر الميرغني على المشهد العام خاصة بعد ان شاهده الجميع وهو ينزل من على الطائرة بدعم صحي ومن الواضح ان وضعه الصحي لن يسمح في الدخول باي أدوار أو مناكفات سياسية بصورة مباشرة.
وتابع: في تقديري الميرغني لم يحضر إلى الخرطوم بل أُحضر به لانفيذ أجندة بعض الأطراف من الداخل والخارج.