تقرير اخباري- النورس نيوز
في خطوة مثيرة للجدل وبدون أمر قضائي قامت السلطات باعادة رموز الإسلاميين المتهمين في قضية مدبري انقلاب (89) الى سجن كوبر بعد مكوثهم قرابة العام في مستشفى علياء العسكري بأمر المحكمة لتلقي الرعاية الصحية والعلاج، وأتى ذلك بعد تصريحات نارية أطلقها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مؤخرا من قاعدة حطاب العملياتية،في مواجهة الاسلاميين وحذرهم من المساس بالجيش، الامر الذي رجح ربط العودة بخطاب حطاب..
خطاب حطاب
ويمضي في هذا الاتجاه القيادي بحزب المؤتمر الشعبي وعضو هيئة الدفاع عن المتهمين بقضية مدبري انقلاب (89) أبوبكر عبد الرازق بتأكيده لـ(النورس نيوز) ان قرار نقل المتهمين من المشفى الى سجن كوبر قرار سياسي وليس قضائي ، مشيرا الى ان عدم صدور اي امر لتقلهم حتى اخر جلسة والتي كانت أمس الاول، واوضح عبد الرازق ان قرار الاعادة اتى في سياق الضغوط الأجنبية وخطاب حطاب ، لافتا الى انه لايعني موكليه من الحزب ،الأمين العام للحزب علي الحاج ،وأمين الشورى ابراهيم السنوسي، وفقط يعني المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية التي يقودها علي كرتي، ورجح عبد الرازق ان يكون سبب هذا الإجراء قطع التسوية السياسية التي يعتقدون ان المؤتمر الشعبي جزءا منها.
الذي تم؟
واشار عبد الرازق الى اعادة منسوبي حزبه ليلة امس الى سجن كوبر بواسطة قوة عسكرية ترتدي الزي الرسمي (مبرقع) وتستقل تاتشر ، لافتا الى ان انهما كانا في المستشفى بأمر المحكمة بعد موافقتها على إحالتهما للمستشفى والذي تقدموا به كهيئة دفاع ،واضف: بل كنا قد تقدمنا بطلب لإعفائه من الجلسات بسبب أوضاعهم الصحية وضرورة تواجدهم بالمشفى و استجابت المحكمة للطلبين.
واردف: تمت اعادتهما للسجن بالرغم من انهما مريضان ومازالا يتلقيان العلاج وبحسب ماعلمنا ليس هنالك امر من الحكمة للنقل وبآخر جلسة الثلاثاء الماضي وتحديد الجلسة القادمة لم يصدر اي قرار من المحكمة ولم يكن هنالك طلب للترحيل من الاصل.
يذكر ان السلطات قد نقلت ليلة أمس عدد المتهمين بالقضية من مستشفى علياء العسكري إلى سجن كوبر بعد مرور مايقارب العام، وأبرزهم الرئيس المعزول عمر البشير ورئيس الوزراء الأسبق بكري حسن صالح، ووالي الخرطوم الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين، ويوسف عبد الفتاح إضافة إلى قادة الشعبي.
الوطني والبرهان
وابان جريان عملية العودة كتب حزب المؤتمر الوطني المحلول على صفحته الرسمية بالفيسبوك”بأمر من البرهان وعملاء قحت صدور قرار اعتقال كل القيادات الوطنية وقيادات المؤتمر الوطني ، نرجو من جميع الإخوة رفع درجة التأمين والاستعداد لما هو قادم” وتابع: “فلسنا بطير مهيض الجناح ولن نستذل ولن نستباح”، وفي هذا الجانب يرى المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم من خلال حديثه لـ(النورس نيوز) أن الموجودين في السجون الآن معزولون تماما عن الحرك الموجود بالشارع بصورة كاملة وحتى قيادات المؤتمر الوطني في الخارج تعتقد ان فترة ومضت في حال سبيلها.
ولفت سلم إلى ان العودة للسجون رمزية تتعلق بخطاب حطاب وتحذير البرهان للمؤتمر الوطني بترك الجيش وشأنه، مشيراً الى ان الخوف كان واضحاً في خطاب البرهان من اعادة ترتيب صفوفهم، وتابع: وربما ذلك مبرر بسبب خطاب الإسلاميين غير الموزون بالفترة الماضية تجاه المكون العسكري وكان هنالك أيضا شطط اكثر من اللازم،إضافة إلى معارضتهم للتسوية التي ستقوم على دستور نقابة المحامين، وعموما القراءة الصحيحة لما يحدث ستتضح في التعامل الامني مع مواكب الاسلاميين في الـ(12) من هذا الشهر.