الخرطوم – نبيل صالح
استقبل الشارع السوداني والسياسي على وجه الخصوص خبر إعلان البرهان تنحيه عن السلطة بعد 15 يوما، ببرود شديد عكس ما كان متوقعا ويرى المراقبون أن الخبر ليس مفاجئا أو مثيرا للاستغراب لجهة أن كل المؤشرات تمضي اما نحو إعلان استقالته من منصبه من رئاسة السيادي بموجب التسوية المرتقبة أو بضغوط من الشارع السوداني والمجتمع الدولي والإقليمي بعد انسداد كل الطرق للوصول لحل الأزمة جراء تمسكه وإجراءاته التي أعلن عنها في الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي.
وقالت تقارير صحافية، إنّ رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، قرّر التنحي وتسليم السلطة لحكومة مدنية بكافة الصلاحيات، والبقاء على رأس مجلس الأمن والدفاع. وأكّدت صحيفة الحراك السياسي الصادرة، اليوم الثلاثاء، وفق مصادرها، أنّ البرهان سيصدر قرارات بشأن تنحيه في غضون مدة لا تتجاوز الـ15 يومًا.
وعلق د. محمد بدر الدين الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي على الخبر بقوله أنه لا يمكن الجزم بجدية البرهان في قرار التنحي أو أن يكون نوع من التكتيك السياسي لامتصاص غضب الشارع الرافض لوجوده وأضاف بدر الدين في حديثه لـ(النورس نيوز) بأنه ظل يكرر أن حل الأزمة في ذهاب البرهان الذي بوجوده عادت سيطرة المؤتمر الوطني المحلول على الخدمة المدنية وبعض مراكز القرار ويعتقد بدر الدين أن الضغوط التي واجهته البرهان دفعته للتفكير في التنحي، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني المحلول استدرك هذا الأمر وبدأ في التجهيز لخطة بديلة وإعلان رفضه لوجود البرهان الذي بات يهدد أحلامه بالعودة إلى السلطة.
ومن جهتهم قلل مراقبون هذه التسريبات واعتبروها احد تكتيكات الثورة المضادة لامتصاص حماس الشارع الذي ارتفعت وتيرة احتجاجاته منذ بداية أكتوبر الحالي وإظهار الأمر كأنه تسوية تسقط مساءلة المكون العسكري عن جرائمهم منذ فض الاعتصام وبعد انقلاب أكتوبر وبالتالي سحب تعاطف الشارع من الطرف الآخر وهو الحرية والتغيير المركزي وقال سعد محمد أحمد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أن البرهان قد يتعرض لضغوط داخلية وخارجية عنيفة الا ان شغفه بالسلطة وخنوعه لاملاءات المؤتمر الوطني المحلول لن يتركه يقدم على التنحي أو تقديم استقالته وسيمضي في طريق سلفه في التمسك بالسلطة ولو على جثث الشعب السوداني ومضى سعد بقوله لـ(النورس نيوز) أن البرهان شخصية غير امينة وغير صادقة ولهذا لا يمكن التكهن بأي حال من الأحوال تنحيه عن السلطة الا بثورة شعبية عارمة تزجه في السجن مع رفاقه العسكريين الإسلاميين في الزنازين.
وثمة من يتساءل عن أن قرار التنحي قد يكون قرار المؤتمر الوطني المحلول بعد احتراق كرت البرهان على الصعيدين الداخلي والدولي وفي هذا الصدد قال محمد بدر الدين أن الوطني المحلول يتمتع بدعم من الأجهزة الأمنية وجهات خارجيةماديا ولهذا يمكنه القيام بانقلاب عسكري بعد نفاذ غرض البرهان، وتابع (لهذا نجد قادة الوطني المحلول ينادون بذهاب البرهان فهو لم يعد رجلهم الذي يمهد لهم طريق العودة إلى السلطة ولكن بدر الدين استبعد ان يقوم الوطني المحلول بانقلاب ناعم لعدم امتلاكه الشارع السوداني.