السودان.. التسوية السياسية من السرية إلى العلن
الخرطوم- هبة علي
يمضي الاتفاق بين اطراف الازمة ( العسكريين ،الحرية والتغيير_المجلس المركزي، حركات سلام جوبا) بخطى ثابتة ،فبرغم اكتنافه دهاليز السرية إلا ان تفاصيله ماتزال تتسرب للعلن رويدا رويدا، رغم نفي المجلس المركزي لذلك الاتفاق والتشديد على ان التحالف لن يمضي في أي حل سياسي دون توافق عريض يشمل قوى الثورة والانتقال الديمقراطي ، مقرا بوجود اتصالات غير رسمية مع المكون العسكري وما يفيد بقبول مشرع الدستور الانتقالي للمحامين كأساس للحل السياسي مع وجود بعض الملاحظات، وفقا لبيانه الصادر امس..
لقاء العسكري والمركزي
رئيس مجلس السيادة الفريق أول، عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول، محمد حمدان حميدتي، اجتمعا مع قيادات الحرية والتغيير_المجلس المركزي وتوصلا لاتفاق حول الكثير من القضايا؛ طبقا لما كشفت عنه مصادر سودانية لقناة (الشرق) السعودية.
واكدت المصادر أن البرهان وقوى التغيير اتفقوا على تشكيل حكومة كفاءات يقودها رئيس مدني على أن تختار القوى المدنية مجلس الوزراء. وأضافت المصادر: “الاتفاق بين أن يكون البرهان قائداً عاماً للجيش وحميدتي قائداً لقوات الدعم السريع.”
كما اتفق البرهان وقوى التغيير على تشكيل مجلس أمن ودفاع يتبع لرئيس الوزراء مباشرة،في وقت، ما زالت التعديلات على الاتفاق بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير مستمرة.
المضي في التقدم
الاتفاق تجاوز شكل الدولة وغاص في التفاصيل لتكملته ،وذلك بوصعه لجدولة زمنية (تُطبّق لاحقاً) لدمج حركات اتفاق سلام جوبا في الجيش بعد وضعهم جميعاً في مجلس الأمن والدفاع،بحسب ما كشف عنه مصدر مطلع بالمجلس المركزي للحرية والتغيير لصحيفة السوداني، قاطعا بأن الاتفاق يتضمن حكومة كفاءات برئيس وزراء مدني بصلاحيات كبيرة ليقود فترة انتقالية لا تتجاوز العامين.
وقالت مصادر (السوداني)، إن العقبة الماثلة الآن هو محاولات إقناع شركاء السلام بتجميد نسبة 25% للمشاركة في الحكومة التي منحت لها في وثيقة سلام جوبا، ليطرح الجميع أسماء وترشيحات للوزارة من تكنوقراط وكفاءات مهنية، لافتة الى إن نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان حميدتي، مصر على إكمال التسوية وهو في تحالف – غير معلن – مع الحرية والتغيير ويدعم دستور نقابة المحامين ويشدد على ضرورة الوصول لوفاق سياسي ينهي الأزمة السياسية الحالية في البلاد.
ترتيبات صلاحيات وقادة
وعلمت (السوداني) أن المفاوضات الجارية بين (قحت) والبرهان وحميدتي، أقرّت قيام مجلس أعلى للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول البرهان؛ له كامل الصلاحية في قيادة الجيش والإحالات دون تدخل مدني، في وقت احتفظ الفريق أول حميدتي بمنصبه كقائد لقوات الدعم السريع، وتتبع القوات لرأس الدولة بحسب نص القانون الساري الآن،وعلمت ايضا تكوين مجلس آخر للأمن والدفاع مكون من رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء ووزير الدفاع والخارجية والعدل والمالية.
في السياق، رجّح مصدر مطلع أن يشغل عضوا مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق ياسر العطا منصب وزير الدفاع والآخر منصب رئيس أركان القوات المسلحة.
وقالت المصادر، إنه لم يتم حتى الآن الاتفاق على رئيس مجلس السيادة ومن المرجح أن يكون مدنياً بخلفية عسكرية، وطرح اسم رئيس أركان الجيش الأسبق الفريق ركن عماد عدوي، ليشغل المنصب، لكن لم يحسم الأمر بعد.
ويقود المفاوضات من جانب المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بابكر فيصل، الواثق البرير وطه عثمان إسحق.
عاصفة داخل التحالف
حالة الانكار والتناقض من قبل المجلس المركزي عزتها تسريبات وتصريحات مباشرة من المركزية لوجود صراع بداخلها حول قبول التسوية من ناحية والاختلاف على بعض بنودها من ناحية اخرى ورفضها جملة وتفصيلا من ناحية ثالثة، وتصنيف بعض قواها بالراعية لمصالحها وامتيازاتها والمدعومة من قوى اقليمية ودولية فضلا عن محاولتها لانقاذ الانقلاب من السقوط.
حالة صراع المركزية ادت لرواج اخبار عن انقسامات قريبة سيشهدها التحالف،وبهذا الصدد أقر مصدر بالتحالف بوجود خلافات داخل المجلس المركزي بين الداعمين للاتفاق والمعارضين له – احزاب البعث – مشدداً على أن الخلاف لن يؤدي إلى انقسام داخل التحالف، لافتاً إلى انخراط الطرفين في اجتماعات ونقاشات مكثفة بشأن بعض البنود الاتفاق الجاري بحسب حديث المصدر (السوداني).