النورس نيوز _ وكالات عالميه
عن “الوباء التوأم” وسط تخوف الخبراء من ازدواج محتمل لإصابات فيروسي كورونا والإنفلونزا.
قبل أيام، حذرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) من “احتمال حدوث وباء للإنفلونزا وكورونا خلال الأشهر المقبلة”.
في العامين ونصف العام منذ بداية جائحة “كوفيد-19″، ظلت الإنفلونزا غير نشطة نسبيًا في أغلب دول العالم وتركت الساحة لفيروس كورونا، ومع ذلك فإن الإنفلونزا الموسمية لن تبقى منخفضة إلى الأبد.
في الواقع، يشك العلماء في أن الإنفلونزا من المحتمل أن تتفجر بشكل خطير هذا الشتاء، ما يزيد من احتمالية حدوث ما يسمى بـ”الوباء التوأم” أو “الوباء المزدوج”.
ما هو الوباء التوأم Twindemic؟
على الرغم من أن الفيروسات نشطة طوال العام، إلا أن العدوى الفيروسية بما في ذلك كورونا والإنفلونزا الموسمية، تميل إلى الزيادة في فصلي الخريف والشتاء.
السبب في هذه الزيادة جزئياً يعود إلى سمات الفيروسات نفسها وسلوك الناس عندما يصبح الطقس أكثر برودة، وبينما قد يعرف العلماء متى تحدث موجات العدوى هذه فإن هذا لا يعني أنهم قادرون على منعها قبل أن تتفشى.
مصطلح “الوباء التوأم” يلمح إلى احتمال أن تتزامن زيادة حالات كورونا مع ارتفاع حاد في الإنفلونزا الموسمية، ليتسبب هذا الازدواج في مشكلات صحية خطيرة.
أكبر مصدر للقلق من هذا الازدواج هو أن تؤدي الزيادات الحادة في الأعراض المشتركة للفيروسين إلى جعل حالات كورونا والإنفلونزا أكثر صعوبة في التفرقة والتشخيص والعلاج.
إضافة إلى ذلك، فإن الارتفاع المتزامن لفيروسي كورونا والإنفلونزا يمكن أن يزيد أيضًا من احتمال إصابة الأفراد بمزيج خطير من المرضين في نفس الوقت، وهي عدوى مشتركة نادرة نسبيًا يشير إليها بعض المتخصصين باسم “فلورونا”.
وعلقت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة بأن “آلاف الأشخاص قد يتعرضون لخطر الإصابة بكلتا العدويين في وقت واحد، وهو مزيج يشكل خطرًا جسيمًا على صحتنا”
الخوف من “الوباء التوأم” لا يتوقف على أن المرضى سيملأون المستشفيات فحسب، بل إن الإصابة بكلتا العدويين في الوقت نفسه يمكن أن تزيد أيضًا من خطر إثبات الوفاة، وفقا لموقع Dailymail.
ووجدت دراسة أجريت في المملكة المتحدة عام 2021 على 20 ألف شخص أصحاء، ونشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة، أن أولئك الذين أصيبوا بفيروس كوفيد والإنفلونزا في نفس الوقت كانوا أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف عن أولئك الذين أصيبوا بكوفيد بمفرده.
يمكن للعدوى المزدوجة أن تطغى على الجهاز التنفسي وتزيد من فرصة حدوث مضاعفات تهدد الحياة، مثل الالتهاب الرئوي.
وحذر الباحثون: “يمكن أن يكون للعدوى المصاحبة تأثير كبير على معدلات الاعتلال والوفيات والطلب على الخدمات الصحية”.
أيضا اجتماع هذين الفيروسين يثقل الأنظمة الطبية بآلاف الحالات الجديدة من المرضين، وقد يطغى هذا على قدرة نظام كل دولة على رعاية المرضى، ليس من كورونا فقط ولكن جميع الأمراض الأخرى.
ما مدى إمكانية حدوث الوباء التوأم؟
ردا على سؤال “هل يجب أن نقلق من احتمال حدوث وباء توأم هذا العام؟”، فإن العلماء ليسوا متأكدين لكنهم يميلون إلى أن حالات المرضين ستزداد حتمًا مع فصلي الخريف والشتاء.
وإن كان العلماء ليسوا واثقين من أن هذه الزيادات سوف تتحد لخلق “وباء”، لأن انتشار وشدة الموسم القادم من الإنفلونزا لا يزال من الصعب للغاية التنبؤ به، وفقا لموقع discovermagazine.
الشكبشأن موسم إنفلونزا أكثر خطورة هذا العام جاء مدفوعا بحقيقة أن الفيروس ظل غير نشط نسبيًا في الفترة من 2020 إلى 2022 ما يعني أنه سيسبب مشاكل أكبر هذا العام.
في الواقع، نظرًا لأن الإصابة بالإنفلونزا والشفاء منها يمنحان قدرًا معينًا من المناعة، فإن نقص حالات الإنفلونزا في السنوات القليلة الماضية يعني أن هناك مناعة أقل منتشرة بين السكان اليوم.
تقول UKHSA إن انخفاض التعرض لفيروسات الإنفلونزا في فصول الشتاء الأخيرة يعني أن عددًا أقل منا سيكون لديه مناعة طبيعية لأولئك الذين ينتشرون هذا العام.
علاوة على ذلك، فإن فيروس الإنفلونزا الرئيسي المنتشر هذا الشتاء هو H3N2، وهي سلالة تشتهر بوضع المزيد من الأشخاص في العناية المركزة، أو الأسوأ من ذلك لأنها قاتلة.
في الوقت نفسه، هناك دلائل على أن موجة جديدة من عدوى كوفيد بدأت بالفعل حيث ارتفع عدد حالات دخول المستشفيات في إنجلترا مثلا إلى أكثر من 7000 في الأيام السبعة حتى 28 سبتمبر /أيلول، أي أعلى بنسبة 37% عن الأسبوع السابق.
يقول البروفيسور بيتر أوبنشو، عالم المناعة في إمبريال كوليدج لندن: “تشير جميع النماذج إلى أنه سيكون هناك موجة شتوية من كوفيد والإنفلونزا، لكن لا أحد يعرف حجمها”