ميثاق سلطة الشعب… عقبة جديدة في طريق الوحدة
الخرطوم – نبيل صالح
مساء الأربعاء الماضي شهد الحراك الثوري تحولا جذريا من النضال الميداني والمواكب المليونية من لجان المقاومة لفعل سياسي وجد ترحيبا واسعا من أغلب الشارع الثوري، مع تحفظ البعض بمسوغات تبدو جوهرية، ودشن 70 من تشكيلات لجان المقاومة والأجسام الثورية في الخرطوم والولايات، ميثاق تأسيس سلطة الشعب والذي نص على إلغاء الوثيقة الدستورية واتفاق سلام جوبا وإلغاء مجلس السيادة ومنصب القائد العام للقوات المسلحة واسناده لرئيس الوزراء.
وقالت عدد من لجان المقاومة بالخرطوم والولايات والمركز الموحد لقوى الثوري خارج السودان إن التوقيع علي ميثاق سلطة الشعب يقطع الطريق أمام أي تسوية سياسية مع المكون العسكري ويفتح الباب لتأسيس سلطة الشعب والدولة المدنية .
وفي المقابل تحفظت مكونات من القوى الثورية من بينها لجان مقاومة مؤثرة على الميثاق الموقع بمسوغات وصفها المراقبون بالمنطقية، لجهة أن أغلب الأجسام ليس على المام بالجهة التي صاغت الميثاق، بيد أن البعض يبرر شكوكه إزاءه لتوافق رؤية الحزب الشيوعي وخطه السياسي مع الميثاق.
ودعا سياسيون وناشطين لجان المقاومة الموقعة على الميثاق عدم الإنغلاق والتمسك بالرؤية الأحادية بإشراك كل القوى المتفقة على إسقاط الانقلاب.
وامتدح المحلل السياسي د. نصر الدين عثمان الخطوة وقال إن هذه خطوة عظيمة اتجاه الانعتاق من الشمولية والانقلابات العسكرية وأضاف في حديثه ل(النورس نيوز) ما حدث نوع من ارتقاء لبناء الدولة المدنية المنشودة بيد أنه حث القوى السياسية الابتعاد عن نظرية المؤامرة والشكوك وتصفية الحسابات لتعزيز الميثاق.
وقال عضو اللجنة الفنية المشتركة لدمج المواثيق أسامة عمر، ،إن لجان المقاومة في 18 ولاية من كسلا الي حلفا والجنينة وكادوقلي والدلنج دشنت ميثاق سلطة الشعب الذي يعتبر أول وثيقة تم عليها إجماع في تاريخ الدولة السودانية الحديثة .
وأوضح أسامة وفقا لراديو دبنقا إن الهدف من التدشين هو التأكيد على أن لجان المقاومة لديها برنامج سياسي ولها القدرة على تنفيذه من أجل اسقاط الانقلاب وتَوحيد قوي الثورة.
من جهته أكد الدكتورعبدالعظيم البدوي المتحدث باسم لجان مدنية بربر ترحيبهم ودعمهم تدشين الميثاق لافتاً الى أن ممثل تنسيقيتهم يشارك في حفل التدشين واعتبر البدوي الميثاق قطعاً للطريق أمام التسوية .
وفي ذات السياق، أعلن عضو المركز الموحد لقوى الثورة بالخارج الرشيد فهمي في حديثه ترحيبهم ودعمهم للخطوة .
وأكد المركز الموحد لقوى الثورة السودانية في الخارج في بيان دعمه الكامل للميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، مشيراً إلى أن الميثاق يعتبر الطريق لوحدة قوى الثورة لإسقاط الإنقلاب.
وأكد أن الميثاق لن يسقط الإنقلاب فحسب، بل يرسخ لمنع الإنقلابات بشكل كامل، ويقطع الطريق أمام أي تسويات، وقطع بأن الخطوة هي البداية الفعلية للبناء الجاد من خلال الجهد المبذول لنقل السلطة للشعب وقفل الطريق أمام المحاور والعسكر.
من جهة أخرى أعلنت قوى الحرية والتغيير رفضها حضور تدشين الميثاق الثوري لسلطة الشعب بسبب دعوة بعض الكتل والأحزاب المكونة للتحالف بصورة فردية .
وأكد المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير في بيان تمسكه بالتعامل ككتلة معلناً رفض مكوناته الاستجابة لأي دعوات انتقائية تستند على عدم التعامل أو الاعتراف بالحرية والتغيير نفسها كتحالف.
وأكد دعمه لجهود آلية دمج المواثيق المطروحة من الخرطوم والولايات شريطة أن تحقق وحدة لجان المقاومة عبر توافق وقبول بين جميع التنسيقيات داخل وخارج ولاية الخرطوم أو خارجها.
وأعرب عن تطلعه للوصول لصيغ عمل مشتركة تقوم علي التنسيق السياسي والميداني والإعلامي ورؤى وإجراءات إنهاء وهزيمة الانقلاب مع كل القوى المؤمنة بالانتقال المدني الديمقراطي .
وعلق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي احمد حمدان أن توقيع أكثر من 70 من لجان المقاومة خطوة في الاتجاه الصحيح لإسقاط الانقلاب بيد أنه يعتقد إذا تم التعامل مع الميثاق باعتباره الرؤية النهاية لن ينجح هذا الميثاق بالرغم من حمله رؤية سياسية واضحة لإدارة الفترة الانتقالية وأضاف (لكن إذا أرادوا أن يذهب الي الامام ويجبر الانقلاببين على القبول يجب أن يكون مفتوحا على كل القوى الأخرى ومضى حمدان بقوله هناك لجان مقاومة لم توقع وتابع (هناك ميثاقيين باسم ميثاق تأسيس سلطة الشعب أعدته لجان مقاومة الخرطوم في وقت سابق وميثاق آخر باسم الثوري لاسترداد سلطة الشعب وإعدته لجان مقاومة المايرنو بولاية سنار وتم طرح الأخير على عدد من اللجان التي وقعت عليه، وتم دمج الميثاقين عبر ورش و إعلانه والتوقيع عليه في المؤتمر الصحفي قبل أيام لكن هناك لجان مقاومة أبدت تحفظات على هذا الميثاق من بينها جنوب الحزام وبحري وامدرمان القديمة عدا كرري استرسل أحمد (جاءت مبرراتهم في التحفظ لعدة أسباب من بينها عدم معرفتهم بالجهات القانونية والفنية المفوضة من لجان المقاومة إلتي صاغت هذا الميثاق إلى جانب عدد من البنود وطريقة التعامل مع القوى السياسية الثانية وشدد أحمد بأنه من الضرورة بمكان أن يستوعب هذا الميثاق كل قوى الثورة والحرية والتغيير التي ترى أن صياغة الميثاق جاءت وفق رؤية الحزب الشيوعي ووهذا التطابق يعطي مؤشر لبقية القوى أن تطابق الرؤية في الميثاق ورؤي الحزب الشيوعي أن من يقف وراءه الحزب الشيوعي وأضاف في حديثه ل(النورس نيوز) أنه حتى الكلمات التي قدمت في المؤتمر الصحفي أعلى مستوى من وعي لجان المقاومة في التعاطي السياسي، ما يعطي شعورا بان هناك جهة ذات خبرة سياسية تقف وراء صياغة الميثاق والكلمات التي قدمت في المؤتمر و اردف في الحقيقة تطابق تماما مع خط الحزب الشيوعي.
واعتبر أحمد الخطوة بالتحول الكبير في مسار اللجان وقال هذا الميثاق شكل تحول من نشاط اللجان من النضال الميداني مثل المواكب والمسيرات إلى طرح رؤية سياسية وفي تقديري الرؤية السياسية التي طرحتها هذه اللجان جيدة بغض النظر عن تطابقها مع رؤية الشيوعي وهذا لا يكون مبررا لرفضه ولكن المهم جدا التمييز بين هذه المرحلة وهي مرحلة انتقالية والمرحلة الانتقالية لا تدار برؤية أحادية منغلقة وعليه يجب قبول الآخرين وتقديم تنازلات من كل الأطراف… كل القوى التي كانت مشاركة وأضاف الميثاق من شأنه أن يقود إلى تحقيق المطالب التي يتفق عليها جميعا ولكن الإنغلاق سيفشل هذا العمل الكبير.