أيلا في الشرق السودان.. هل تتغير الموازين؟
الخرطوم- هبة علي
جماهير وزخم واسع حظيت به عودة آخر رئيس وزراء في حكومة البشير محمد طاهر ايلا لمدينة بورتسودان مساء امس السبت، وقد اخذ الزخم تيارات متباينة بين مرحب ومستنكر ، وسط قراءات بين السطور للعودة وتأثيرها على تغيير الموازين بالشرق وتغيير المعادلة السياسية بالبلاد..
لماذا عاد؟
وقال ايلا الذي جاء من القاهرة ، إنه عاد للمساهمة في تنمية ولاية البحر الأحمر ولدعم التعايش السلمي، والعمل مع الآخرين لتحسين ظروف المواطنين الاقتصادية، ودعم حقهم في المعيشة والصحة والتعليم، وأضاف: جئنا دعاة سلام وتعايش، مشيدا بالقوات المسلحة التي قال إنها حافظت على السودان.
غطاء القبلية
بنقيض مشاعر الترحيب من مؤيده ،شهدت مدينة بورتسودان تظاهرة، مساء أول أمس الجمعة، ضد استقبال ،فضلا عن الاصوات التي علت رافضة مستنكرة لعودته،كلجان المقاومة بمدينة بورتسودان التي استنكرت عودته والميزانيات الضخمة التي رُصدت لاستقباله، وذكرت، في بيان لها، أنّ فلول النظام السابق استشعروا الأمان الذي وفّرته سلطة الانقلاب، فقرروا العودة بشكل إثني من جديد، تحت غطاء القبلية و إقحامها في المشهد السياسي، وأكدت اللجان رفضها ما عدته أساليب قذرة تؤدي إلى هتك النسيج الاجتماعي بغرض التأثير في المشهد السياسي لصالح النظام السابق، ودول المحور، وشدد البيان على وجوب تطبيق القانون وتحقيق العدالة بحق أي شخص تحوم حوله شبهات الفساد، واختلاس المال العام، بحسب العربي الجديد.
صفقة سياسية
ايلا الملاحق قضائيا من قبل النيابة العامة في مدينة بورتسودان قد منذ 2019،بتهم تتعلق بفساد مالي وتجاوزات إدارية بعد فتح دعوى جنائية في هذا الخصوص، إلا أنّ هروب المشتبه فيه إلى مصر حال دون تنفيذ الأمر، فيما حاولت السلطات ملاحقته عبر الشرطة الدولية (الإنتربول)، ولم ترد اخبار حتى الان تفيد باعتقاله ، ويستبعد مراقبون احالة ايلا للتحقيق ويرون انه اتى بصفقة سياسية بحتة لتحكم في مراكز القوة بالشرق بعد ان اصبح ناظر عموم البجا محمد الامين ترك (كرتا محروقا) .
احلال وابدال
المحلل السياسي د. الحاج حمد قال ان كثير من الجماهير بالشرق تذكر لـ(ايلا) تقديمه للخدمات واهتمامه بمظهر مدينة بورتسودان ابان فترة ولايته لها الا ان ايلا فعل كما يفعل الانقاذيون واستغل منصبه وانشأ شركات له تحت ادارة ابنائه وايضا ابان توليه لمنصب رئيس الوزراء عمد الى تحسين مظهر العاصمة، وشدد حمد بحديثه لـ(النورس نيوز) على انه من حق ايلا ان يعود لوطنه كمواطن سوداني، وهو احسن حالا من الزعماء الذين يحتمون بالقبائل ويشعلون فتيل النزاعات بينها، وضاف:الحكومة تحاول القيام بإحلال ايلا مكان ترك لخلق توازن بين القوى في الشرق لجهة أن ترك تم استهلاكه سياسياً بالصراع مع مسار الشرق.