الشاعر هلاوي : انا و زيدان أبناء طفوله يتيمه.. و هو من دشن موهبتي
الشفيع عبد العزيز : كان صادق اي سؤال طرحته رد بصدق دون تجميل لعذابات الطفولة ولفشله العاطفي فهو ارخ لحياته عبر هذا البرنامج
الخرطوم – رندة بخاري
كان فنانا صاحب مشروع غنائي مختلف اغنياته أثرت الذائقة السمعية لكل عشاق الطرب الاصيل كيف لا والنصوص الغنائية التي يقدمها يعكف على صياغة الحانها فتحرج الي جماهيره مبرأة من أي عيب انه العندليب الاسمر زيدان ابراهيم في ذكري رحيله الحادية عشر نقف عند سيرته الإبداعية.
ابن حي الموردة
عرف في الوسط الفني زيدان ابراهيم بينما اسمه الحقيقي هو محمد إبراهيم زيدان صرخة ميلاده كانت في الحي الامد رماني العريق الموردة وتحديدا في 1934، تلقى تعليمه الأولي بمدرسة كادوقلى الشرقية الأولية، وانتقل منها إلى مدرسة بيت الأمانة ثم حي العرب الوسطى، ودرس المرحلة الثانوية بمدرسة أم درمان الأهلية، وأمضي عاماً دراسياً بمعهد الموسيقى والمسرح، وتتلمذ على يد الراحل إسماعيل عبد المعين لمدة ثلاث سنوات
احتضان المواهب
قال الفنان الراحل زيدان ابراهيم في إحدى حواراته الصحفية عندما سئل عن موهبته الغنائية اجاب قائلا : الفن أولاً موهبة ونعمة من الله يخص بها البعض منا، وهي تحتاج للدراسة الأكاديمية من أجل أن تصقل.. ومعهد الموسيقى والمسرح في زماننا كان يقوم باحتضان المواهب ورعايتها وصقلها ثم يخرجها للمجتمع والساحة الفنية، وأنت لا تستطيع دون موهبة حقيقية أن تصنع فناناً محبوباً ومقبولاً من الجمهور مهما بذلت من جهد في تأهيله أكاديمياً، ولست أدري إن كان معهد الموسيقى الذي تحول إلى كلية الموسيقى والدراما مازال يقوم بذلك الدور في صقل المواهب أم لا
مراحل الصبا
زيدان كانت له علاقة ايضا بكرة القدم التي بدأت علاقته معها باكرا منذ مراحل الصبا الأولى وهو أحد مؤسسي رابطة العباسية، ومارس لعبة كرة القدم في تيم «مجاهد» الذي كان يضم في بدايته لاعبين أفذاذاً منهم جكسا وأولاد العاتي، ولا أذيع سراً إذا قلت إنني كنت وراء صفقات انتقال العديد من النجوم للأندية الكبيرة،
لو تعرف اللهفة
ثمة علاقة قوية ربطت بين الشاعر عبد الوهاب هلاوي والفنان الراحل زيدان ابراهيم سألنا عبد الوهاب عن تلك العلاقة وهل يسترجعها ويقف عندها خاصة وان ذكري زيدان مرت علينا في سبتمبر هلاوي قال: تعرفت عليه لأول مرة وانا طالب في السابعة عشر من عمري .. كان زمانها يسكن حي العرضة شرق استاد المريخ .. طرقت باب بيته .. استقبلني بترحاب .. ولم تنتهي تلك الزيارة الاولي قبل أن اضع في قلبه اول قصيده .. ولا تزال هي الأحب الي نفسي ..
لو تعرف اللهفة ..
والريد .. والعذاب .. والشوق بطرق في دروبك الف باب ..
لو تعرف الدنيا من بعدك سراب ..
ما كنت رحت .. وكنت طولت الغياب ..
لم يطف بمخيلتي ان استمع لذلك النص بصوت الشاب زيدان ابراهيم ذات يوم ..
ولم يطف بذهني ايضا ان يكون ذلك النص بداية لعلاقة ستمتد لسنوات ويكون نتاجها خمس أغنيات تأتي متتالية .. عشان خاطر عيون حلوين .. فراش القاش .. تتبدل مع الايام .. وشراع الوحدة التي هربت مع الايام كما تلك التي هربت وعلمتني الكتابة ..
زيدان هو الذي دشن موهبتي .. اقنعني واقنع الناس بموهبتي ..
أعتز بأنني سبقت الكثيرين إليه وعرفته قبل أن يعرفونه .. كما أعتز بأن كل ما تغني به من قصائدي كانت من ألحانه هو مؤكدا عبقريته اللحنية ..
الحزن وحده جمعني بي زيدان وكلانا ابن طفوله يتيمه ..
انا وزيدان وكل ما قدم من أغنيات نقف علي مسافة بعيده عن ما يسمي بالفرح ان لم نكن بمعزل .. حتي صار هو في نظري الناطق الرسمي الاول باسم كل المعذبين في بلادنا المعذبة..
لم أري في حياتي انسان خجولا مثله .. جريء مثله لا يتوانى في تقديم كل صاحب موهبة لأول مرة كما فعلها مع والتيجاني الحاج موسي .. محمد جعفر عثمان .. بابكر الطاهر شرف الدين .. كسلاوي وعمر الشاعر .. والقائمة تطول ..
اكثر ما يؤلمني ان استمع أغنياتي مع زيدان .. بغير صوت زيدان..
برحيل زيدان ظلت جراح العشاق أكثر عمقا.. وضاعت من بين أيديهم كل المناديل التي كانوا يكفكفون به الدموع.
ارخ لحياته
لكن تبقى الحلقة التي قدمتها مع المطرب الراحل زيدان ابراهيم هي الاروع عبر برنامجك تاريخ جميل عبر اثير اذاعة البيت السوداني هي الاروع وضعنا هذا السؤال على طاولة معد ومقدم البرامج المعروف الشفيع عبدالعزيز ؟ الذي اجابنا قائلا :
لان زيدان انسان عندما نتحاور مع انسان يكن لكل من حوله حب واخلاص تشعر بالمتعة فانا استمتعت بالحوار معه قبل المستمعين بالأضافة الى انه كان صادق اي سؤال طرحته عليه كنت اجزم بان سيرد بصدق دون تجميل لعذابات الطفولة التي عانى فيها لمعاناته مع والدته لتجاربه لفشله العاطفي فهو ارخ لحياته عبر هذا البرنامج