مصابو سرطان الرئة في مصر.. “أرقام مزعجة” وتحذير من القادم

النورس نيوز _ وكالات عالمية

تحت شعار “النفس حياة” أطلق المعهد القومي للأورام حملة تستهدف نشر الوعي بصحة الرئة، والاكتشاف المبكر للأورام التي تصيبها.

وتستهدف الحملة الأماكن ذات النسبة العالية من المدخنين، والتي ترتفع فيها الأمراض المتصلة بالرئة، حيث تزور هذه المناطق فرق طبية كل شهر من المتخصصين في الأورام، والأمراض الصدرية، وكذلك الخبراء في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان.

‎ وخلال هذه الزيارات يتم الكشف على أكبر عدد من الأشخاص، وإجراء الفحوصات وصور الأشعة اللازمة لهم، حتى يتم اكتشاف أورام الرئة بشكل مبكر مما يسهل علاجهم بشكل تام، فضلا عن إقامة ندوات وورش عمل بهدف الحث على الإقلاع عن التدخين ومكافحة الإدمان.

‎وبحسب علا خورشيد، أستاذة ورئيسة قسم طب الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة، ورئيسة الحملة، فإن هناك عاملين دفعا المعهد لإطلاق هذه الحملة، الأول أن حالات أورام الرئة زادت في مصر على نحو غير مسبوق، حيث كانت خامس أكثر أنواع الأورام شيوعا في مصر، لكنها الآن أصبحت ثالث أكثر الأورام شيوعا، ومن المتوقع أن تتضاعف أرقام المصابين بهذا المرض خلال السنوات العشر المقبلة.

وأضافت خورشيد في حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية” أن العامل الثاني “هو اكتشاف الإصابة بأورام الرئة في مراحل متأخرة، فأكثر من 80 بالمئة من الحالات يتم اكتشافها في مراحل متقدمة، أي في المرحلة الثالثة أو الرابعة، وهي مراحل يصعب الوصول فيها للشفاء التام بعكس المرحلتين الأولى والثانية”.

ما هي ‎أهم أعراض الإصابة بأورام الرئة؟

أستاذة ورئيسة قسم طب الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة أوضحت أن اكتشاف المصاب بأورام الرئة في مرحلة متأخرة يرجع لأن المريض لا يقوم بالكشف إلا بعد ظهور أعراض واضحة عليه، مثل السعال المستمر لثلاثة أسابيع، والبصاق المصحوب بالدماء، وتغير الصوت، وصعوبة التنفس، وضيق التنفس، وفقدان الوزن، والآلام المبرحة في العظام، والمشكلة أن هذه الأعراض تعني أن الورم وصل لمرحل متقدمة ويصعب استئصاله.
يشكل المصابون بأورام الرئة نتيجة للتدخين 80 بالمئة من الحالات، وقد لوحظ أن نسبة المدخنين زادت في مصر بنسبة كبيرة، خاصة بين السيدات، واللاتي انتشر بينهن تدخين الشيشة الأكثر ضررا من السجائر.
16 بالمئة من أطفال مصر يدخنون السجائر من سن 10 سنوات، وكلما تزايدت سنوات التدخين وكمية السجائر المدخنة يوميا، كلما زادت فرص الإصابة بأورام الرئة.
إصابة السيدات بأورام الرئة زادت بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة، فبعد ما كانت 1.3 لكل 100 ألف سيدة باتت أكثر من 13 لكل 100 ألف سيدة، ما يعني أن نسبة الإصابات بين السيدات ارتفعت إلى عشرة أمثالها، واللافت أن 50 بالمئة من السيدات اللاتي أصبن بأورام الرئة لم يكن مدخنات، وإنما الإصابة كانت بسبب التدخين السلبي.

‎دور التدخين السلبي

‎تؤكد خورشيد أنه يصعب حدوث أمراض الرئة لغير المدخنين، ومن يدخنون بشكل سلبي، لكن الأمر يحدث في حالات التدخين المستمر، أو من يتعرضون للتدخين السلبي بصورة مكثفة ولمدة طويلة يوميا في العمل أو المنزل.
تنصح خورشيد المدخنين الشرهين أو من يتعرضون لجرعات عالية من التدخين السلبي، عمل كشف مبكر لأورام الرئة، والفحص لدى الطبيب وإجراء أشعة مقطعية يتم تكرارها سنويا، ففي حاله وجود ورم يتم اكتشاف أورام صغيرة جدا بالأشعة، والتكنولوجيا الحديثة تكشف طبيعة الورم ومدى الحاجة لسحب عينات من المريض، حتى لا تتم عملية سحب العينة دون داعي

وشددت خورشيد على دور الإعلام والفن في التوعية بمخاطر التدخين، ونشر العادات الصحية بين الناس، لافتة إلى أن ظهور فنان محبوب يدخن يجعل البعض يتأثر به.

وأوضحت أن: “إعلان نجم الكرة المصرية محمد صلاح جعل الناس تفكر في مدى سوء التدخين، وكيف أن تعاطي المخدرات قد يدمر الحياة. من المهم تفعيل قوانين منع التدخين في المؤسسات، والأماكن المغلقة، من أجل نشر العادات الصحية الحميدة التي تقي أجسامنا من هذه السموم الضارة”.

جدير بالذكر أن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار قد كشف في وقت سابق أن نسبة الأسر التي بها فرد مدخن على الأقل تصل لنحو 41.3 بالمئة، وهو ما يعني ان هناك نحو 24 مليون فرد غير مدخن، ولكنه عرضة للتدخين السلبي، بسبب وجود فرد مدخن داخل الأسرة.

Exit mobile version