نقل جثمان عبد الكريم الكابلي إلى السودان
تنفيذا لتوصيته نقل جثمان الفنان الراحل عبد الكريم الكابلي من أمريكا إلى السودان وسيصل الجثمان إلى الخرطوم عبر الطائرة الإثيوبية عند الساعة 11:30 من صباح يوم الجمعة القادم، وسيُصلى عليه بمسجد المرحوم حسن متولي بعد صلاة الجمعة، ومن ثم يُشيّع إلى مقابر الشيخ موسى بالصبابي حسب وصيته.
الخرطوم – رندة بخاري
بالعودة إلى سيرته الذاتية عبد الكريم الكابلي من مواليد مدينة بورتسودان ولاية البحر الأحمر في عام 1932. والده هو عبد العزيز محمد عبد العزيز بن يوسف بن عبد الرحمن وتزوج بمدينة القلابات من صفية ابنة الشريف أحمد محمد نور زروق من أشراف مكة اللذين هاجروا إلى المغرب ثم جاءوا للسودان لنشر الدعوة الإسلامية . نشا وشب في مرتع صباه مابين مدن بورتسودان و سواكن و طوكر و القلابات و القضارف و الجزيرة خصوصا منطقة ابوقوتة وكسلا.
تعليمه
تلقى دراسته بخلوة الشيخ الشريف الهادي والمرحلة الأولية والوسطى بمدينة بورتسودان والمرحلة الثانوية بمدينة أم درمان بكلية التجارة الصغرى ( لمدة عامين )
العمل
وبعد أن تخرج منها التحق بالمصلحة القضائيه بالخرطوم وتعين في وظيفة مفتش إداري بإدارة المحاكم وذلك في العام 1951م وعمل بها لمدة اربعة سنوات ثم تم نقله إلى مدينة مروي ومكث بها لمدة ثلاثة سنوات إلى ان تم نقله مرة اخرى إلى مدينة الخرطوم واستمر بها حتى وصل إلى درجة كبير مفتشي إدارة المحاكم في العام 1977 م وبعد ذلك هاجر إلى المملكة العربية السعودية ليتعاقد مع إحدى المؤسسات السعودية مترجما في مدينة الرياض في العام 1978 م ولم تستمر غربته طويلا حيث عاد إلى السودان في العام 1981 م ليواصل رحلته الإبداعية مرة اخرى.
بداياته الفنية
بدأ الغناء منذ الثامنة عشر من عمره، وظل يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية نوفمبر عام 1960 عندما تغنى برائعة الشاعر تاج السر الحسن انشودة آسيا وأفريقيا بحضور الرئيس عبد الناصر الذي اغرم به عبد الكريم الكابلي وكان من مناصريه.
للاستاذ عبد الكريم الكابلي الكثير من الأغنيات التي تربعت علي عرش الاغنيات في السودان علي سبيل المثال لا الحصر : حبيبة عمري انشودة آسيا وأفريقيا يا ضنين الوعد أراك عصي الدمع اكاد لا اصدق زمان الناس حبك للناس شمعة دناب لماذا معزوفة لدرويش متجول،للشاعر محمد مفتاح الفيتورى،يا أغلى من نفسي للشاعر عبد الوهاب هلاوى والحان أسماء حمزة
نفاق السياسة
سألنا الناقد الفني سراج الدين مصطفي عن تجربة الفنان عبدالكريم الكابلي وقال: خاطب الكابلي في غنائه العديد من جوانب الحياة التي تتصل في خصوصيتها بالسودان وفي عموميتها بالمبادئ الإنسانية الخيرة. غنى لأهمية نهضة المرأة وللأطفال الذين يقتلون في مناطق عديدة من هذا العالم وغنى المناوأة الحروب وأسلحة الدمار ولمواجهة نفاق السياسة وسماسرتها كما غنى لأهمية الحفاظ على البيئة وكان وما زال الغالب على غنائه الغناء للحب والجمال.
والكابلي تميز بذائقة عالية في اختيار النصوص الشعرية التي يتغنى بها ..وبلا شك هي نصوص فيها الكثير من الرؤية والمغايرة ولعل دقته في الاختيار أضحت هي سمته الفنية الأبرز فتفوق بها علي رصفائه الكبار أمثال محمد الأمين ومحمد وردي وإن كانت عبقريتهم في التأليف الموسيقي ووضع الألحان تأخذ ابعاداً أوضح وأعمق
يمتاز بالوفاء والاحترام الشديد لزملائه الفنانين الذين سبقوه في المجال الفني وفي ذلك يقول إذا قارنا أداءنا بما قدمه كبار الفنانين فنحن لانزال نحبو في ظلهم الوارف ونتنفس ألحانهم أمثال أبو داؤود وعثمان الشفيع وعثمان حسين ونحن لازلنا صفرا على الشمال مقارنة بإنتاجهم الكبير وهم رحلوا بأجسادهم ولكنهم خالدين بيننا بابداعاتهم ). ذلك الحديث الطيب يدل على أصـالة وتواضع ووفاء الفنان الإنسان عبدالكريم الكابلي