منوعات

ذكرى رحيله الـ39..عبد العزيز داؤود… لحن العذارى

الخرطوم – رندة بخاري

 

في الرابع من اغسطس الجاري مرت تسعة وثلاثون عام على رحيل الفنان محمد عبد العزيز ابو داود ونعاه يوم ذاك علي المك قائلا مساء السبت مات محمد داؤود وبدأ رحلته في طريق الابد وانطلق الموت يلهث إلى قلبه فمصير القلب الكبير إلى لهاث وارتاح الموت حين وبعضه قد شهدت ولم اصدق ما حصل.

 

‎من بربر إلى الخرطوم

 

‎أولى خطواته في السلم التعليمي لم تختلف عن اقرانه فبداه من الخلوة القريبة من سكن اسرته في مسقط راسه بربر وبعدها التحق بالمدرسة، توفى والده وهو صغير فعمل في التجارة لفترة ثم التحق بعد ذلك للعمل بمصلحة السكة حديد ، وتنقل في اقسامها المختلفة إلى أن غادر في بداية أربعينات القرن الماضي إلى مدينة الخرطوم ليستقر فيها حيث عمل في مطبعة ماكروكوديل

فصل من الخلوة

 

وفقا للموسوعة الحرة ان الغناء وأداء الأناشيد يستهوي عبد العزيز منذ أيام دراسته في الخلوة حيث كان يجيد تلاوة القرآن والإنشاد الديني على نحو نال إعجاب معلميه في الخلوة لكنهم لم يستحسنوا قيامه بتأدية الغناء ولذلك تم فصله من الخلوة عندما اكتشف شيخ الخلوة بأنه كان يغني في حفل ختان أحد اصدقائه. وكانت تلك بداية مشواره في دنيا الطرب والغناء حيث انه اتجه إلى مجال فن الغناء وكان يستمع إلى كبار الفنانيين والمطربين في ذلك الوقت آنذاك مثل كرومة وسرور وزنقار حتى تأثر بأسلوبه الغنائي.

بين الأناشيد والمدائح

في العهد الذهبي للأغنية السوداني كان الاذاعة السودانية صوت هنا ام درمان هي البوابة الوحيدة التي تحرر شهادة ميلاد الفنان ودخل عبد العزيز لأول مرة دار الإذاعة السودانية في عام 1949 م، وكانت أغنية «زرعوك في قلبي» من كلمات محمد علي عبد الله وألحان الموسيقار برعي محمد دفع الله أولى أعماله الغنائية وقد بلغ عدد الأغاني والأناشيد والمدائح النبوية المسجلة له رسمياً بمكتبة الإذاعة السودانية 186 أغنية، منها 31 أغنية من أغاني الحقيبة و35 من الأناشيد الوطنية. كما أجرت له الإذاعة السودانية حوالي 20 مقابلة ولقاء اذاعياً مختلفا، بالإضافة إلى عدة تسجيلات في ترتيل القران الكريم. وكان الشاعر الطاهر محمد عثمان وهو من ابناء مدينة عطبرة أكثر شاعر تغنى له عبد العزيز محمد داؤود.

 

أشعار باللغة العربية

عرف عن الفنان عبد العزيز ابو داود حرصه على اختيار النص الغنائي الجميل الذي يكون له وقع كبير على جمهوره ويتنوع النص الغنائي عنده من قصائد مكتوبة باللهجة العربية السودانية إلى أشعار باللغة العربية الفصحى بعضها لشعراء عرب خارج السودان مثل قصيدة «هل أنت معي» للشاعر محمد علي أحمد وقصيدة «عروس الروض» للشاعر المهجري اللبناني إلياس فرحات.

صبابة

كما تعامل مع عدد من كبار الشعراء الغنائيين السودانيين من بينهم عبد المنعم عبد الحي (قصيدة لحن العزاري). وحسين بازرعة (صبابة) وحسين عثمان منصور (أجراس المعبد) وإسماعيل حسن وإسحاق الحلنقي وغيرهم كما تعاون معه عدد من كبار الملحنين في السودان مثل الموسيقار برعي محمد دفع الله والفنان بشير عباس.

شذا عن قاعدة الأداء التقليدي

الموسيقار يوسف الموصلي سألناه عن تجربة الفنان عبد العزيز ابو داود في ذكري رحيله فقال لنا :الحديث عن ابو داود ذو شجون فهو فنان اذا مر على تاريخ السودان وانا اتحدث هنا من ناحية الصوت عشرة مطربين شذو عن قاعدة الاداء التقليدي يتقدمهم هو واكثر ما ميزه هو خامته الصوتية من فئة الباص و يتراوح بين الباص والبارتون لكنه اميل للباص وصوته مع غلظته معبر جدا كما انه يتمتع ايضا بذكاء فني حاد والملحنين الذين تعامل معهم في مشواره الفني يعتبرون من اميز الملحنين الذين مروا على تاريخ الاغنية السودانية هم برعي محمد دفع الله بشير عباس وقدموا له اعمال سهلة وممتنعة شديدة الصعوبة من حيث المساحات الصوتية لهذه الاعمال التي من الصعب ان يغنيها فنان غير ابو داود

متأثرين بالمدرسة المصرية

وأضاف الموصلي كلما حاول المقلدين تقليده لا اقول انهم فشلوا لكنهم في الوقت ذاته لم يستطيعوا ان يكونوا مثله لذا لم يصلوا لهذه القمة الغنائية وبرعي وبشير عباس من الملحنين لهم مقام كبير في تاريخ الموسيقي السودانية ومتمكنين للحد الكبير وهم في قوالبهم الموسيقية متأثرين بالمدرسة المصرية الخاصة بعبد الوهاب وكمال الطويل ولم يتميز عبد العزيز في الغناء فقط حتي في الانشاد الديني والمدائح يؤديها بتمكن ايضا وبمنتهي السهولة فنحن احيانا عندما نغني نتشنج عكسه تماما يغني بارتياح وعادي وتلقائي وطروب في نفس الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *