وكالات : النورس نيوز
إن الكون في حركته قائم على الطاقة بكافة أشكالها وأنماطها، فهي محرِّك الكائنات الحية، وواهبة القدرة على إدارة شتى الأنظمة الحيّة وعلى تنفيذ العمليات الخلوية عن طريق مجموعة من التفاعلات الكيميائية المعروفة بالأيض. وكذا الحال بالنسبة للنجوم التي تبقى حية بفضل الطاقة الناتجة عن التفاعلات النووية في جوفها. وينطبق الأمر ذاته على الأنظمة الحياتية والمجتمعات البشرية التي أوجدها الإنسان منذ القدم، وأفضت إلى ظهور مجموعة متنوعة ووفيرة من الأنظمة الآلية المثيرة التي تعمل في سبيل خدمة البشرية.
ويستوجب تشغيل الآلة بالضرورة وجود طاقة قادرة على بعث الحياة في الأجسام الميكانيكية والإلكترونية وغيرها كما هو الحال في الكائنات الحية. وفي عادة الأمر، فإن الطاقة المستهلكة في هذه الآلات (أو الأجهزة) تعد طاقة كهربائية، وتتعدد مصادرها من مكان إلى آخر.
كما يتشعب الحديث عند التطرق إلى أصل الطاقة في الفكر البشري والتطور الذي طرأ على تشكيل وصياغة الطاقة خلال الرحلة البشرية في استكشاف الكون، ومفهوم الطاقة في حد ذاته كان محلّ طرحٍ لدى فلاسفة الإغريق الذين علّلوا سقوط السهم بعد انطلاقه من القوس بأنه أصيب بالإعياء والتعب فسقط. ورغم ما يبدو عليه ذلك من تعليل علمي ركيك، فإنه يجسد بعض المعاني المتقاربة لمضمون الحدث، فالسبب الرئيسي وراء سقوط السهم هو جاذبية الأرض التي أجبرت السهم على الارتطام، وهذا الاصطدام أهدر جميع الطاقة الحركية التي كانت موجودة، وحوّلها إلى شكل آخر من الطاقة (طاقة حرارية وغيره).
وعملية تحويل الطاقة من شكل إلى آخر تعزى إلى قانون حفظ الطاقة الذي ينص على أنّ الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وإنما تتغير من شكل إلى آخر بذات القدر في نظام مغلق، وباعتبار أنّ الكون نظام مغلق، فإنّ هذا القانون يشكل إحدى لبنات علم الديناميكا الحرارية، وهو العلم الذي يدرس انتقال الطاقة وتفاعلها مع القوى المؤثرة، بالإضافة إلى التطبيقات الهندسية والعملية. ويُنسب إلى العالم الفرنسي “سعدي كارنو” الفضل في إحياء هذا الفرع من العلوم في القرن التاسع عشر كما ورد علي الجزيرة.